“غوانتنامو قصتي”

صدر عن دار العربية للعلوم ناشرون كتاب جديد بعنوان: “غوانتنامو قصتي”

في “غوانتنامو قصتي” لا يقتصر سامي الحاج السجين رقم (345) في معتقل غوانتنامو على روي قصته فقط، بل وقصة أكثر من ثمانمائة معتقل، كل واحد منهم عاش قضية غوانتنامو من زاوية، ولكل منهم قصة مختلفة، تُجسّد ما عاشه من آلام وأحزان، من ظلم وقهر وذل واضطهاد. ولكن يبقى الأمل بالله فوق كل شيء.. لا تحده حدود السجن ولا السجان.

يُعد الكتاب توثيقاً لذاكرة السجن بالنسبة للمؤلف وتشخيصاً للعزلة عن المشترك الإنساني، واللحظات الدقيقة العابرة التي صادرها الزمن، على يد السجان ما بين القضبان. وقد استطاع سامي الحاج تصويرها بإيقاع مختلف، كنتاج لعمليات ينجزها آخر عنيف، بما تحمله من تعذيب، ومصادرة للحرية، وللكرامة الإنسانية، ومنع من الاحتياجات الطبيعية، وفقدان للإتصال بالوطن والأهل والأصدقاء… وبالتالي هي معاناة أضحت مولدة لـ (معجم ألمي) خاص بالمعتقل الشاب على المستوى الذاتي والروحي الذي يضحى بالنسبة للكائن المعتقل هي العالم الوحيد والمتاح.

عن تجربة الاعتقال يقول سامي الحاج: “… نعم، غوانتنامو قصتي وقصة أكثر من ثمانمائة سجين. كل واحد منهم عاش التجربة على نحو ما، دونما ريب، متشابه.. دونما ريب، مختلف! غير أن العطفة الحادة التي ملأتني مع الألم إيماناً وقوة عقلية ونفسية أوضحت، بل اكدت لي، أن في دواخل كل منّا قوى هائلة تظل كامنة حتى نقدح فيها شرارة الصمود لكي تندلع ثم تشتعل ويشتد أوارها فيلتهم كل المثبطات ويقضي على كل ريح مناوئة. وقد قدحتُ هذه الشرارة يوم بدأت رحلتي إلى عالم الجوع البدني والامتلاء الروحي؛ وإنه لحق أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. فكّرت مليّاً من قبل أن أضع إرادتي على حدّ الرهان بالدخول في إضراب طويل وتام عن الطعام. ثم إنني قررت وأعلنت القرار… لم أكن على علم بأنني لم أكن وحدي فالجزيرة كانت تستصحب اسمي ومحنتي على نحو يومي، بل بثّت ونشرت شعارها الذي ملأ الدنيا: “أطلقوا سراح سامي الحاج”… حقاً إنني ممتن وفخور بهذه المؤسسة التي تعاملت معي طوال محنتي كابنها ليس على سبيل المجاز وإنما بالفعل؛ فهي التي لفتت أنظار العالم إلى عدالة قضيتي بل إنها جعلت من تغطيتها الإعلامية وسيلة ضغط هائلة حرّكت المؤسسات والمنظمات المعنية بقضايا حقوق الإنسان لكي تنشط وتعمل في أركان الدنيا الأربعة… لكم أشعر بأنني مدين لكل أولئك الذين عملوا من أجلي وآمنوا بعدالة قضيتي…”.

 

يقع الكتاب في 264 صفحة.

موقع الدار العربية للعلوم ناشرون: www.asp.com.lb