على من ينشد التغيير العودة الى المشروع الوطني الأصلي
منير بركات
25 فبراير 2018
بالرغم من هزيمة المشروع الوطني والحركة الوطنية اللبنانية واغتيال رئيسها على يد الوصاية السورية التي تعطيه شهادة بذاتها لأهمية مبادئه المتناقضة مع الانظمة التوتاليتارية والطامحة الى الحرية والاستقلال ،والذي ما زال حيا في عروق معظم الشعب اللبناني .
إن الحركة الوطنية اللبنانية التي قادت النضالات الوطنية والديموقراطية والاجتماعية للجماهير اللبنانية على امتداد عقود من الزمن والتي اعتمدت على النقاط الرئيسية الأتية :
– الدعوة الى اصلاح سياسي يرتكز بالدرجة الاولى الى اعلان المساواة السياسية والقانونية للبنانيين بألغاء الطائفية وإرساء التمثيل السياسي على قاعدة انتخابية ديموقراطية تتيح للرأي العام الشعبي التعبير عن مطالبه وتطلعاته ، وتتيح للصراعات السياسية أن تأخذ مجراها وتولد الحلول المطلوبة لقضايا البلد بالاحتكام الى الحوار وصراع الآراء وتنافس البرامج .
– الدعوة الى انتهاج سياسة دفاع جدي عن استقلال لبنان الوطني في اطار المصير العربي المشترك ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.
وإذا كان العديد قد اخذ على البرنامج “اعتداله” والليبرالية الاصلاحية،لأن هذا البرنامج صيغ اصلا لإستيعاب اوسع قوى اجتماعية تحت لوائه .
بعد تشتت الحركة الشعبية اللبنانية التي توزعت بين الطوائف من خلال توجيه الضربة للمشروع الوطني من النظام السوري ، يتطلب العمل لتجميعها لكي تشكل رافعة لإعادة النهوض واستعادة المشروع الوطني .
لذلك تقع المسؤولية على كل من ينشد التغيير واصلاح النظام السياسي من القوى الوطنية التي تعتبر اساس المجتمع المدني والروافد المكملة لها من الحراك المدني ،بلورة المشروع الوطني من جديد وتأمين شروط نجاحه من خلال التفاعل بين النهوض والتجميع الشعبي من جهة وبين صيغة المشروع نفسه من جهة اخرى الذي ما زال قابل للحياة .
عل كل من يطمح للتغيير عدم الغرق في سطحية التمثيل الفردي وفي خواء البرنامج من المضمون الوطني وارتكاب خطأ التسلق على شعارات مكامن الخلل في هذا النظام السياسي دون تقديم البديل الواقعي والعلمي الذي يعبر عن هموم ومعضلات الناس ومعالجتها ..
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
٢٥/شباط / ٢٠١٨