يصل إلى بيروت خلال ساعات الموفد السعودي نزار العلولا للقاء المسؤولين، ومتابعة آخر التطورات الإنتخابية والتحالفية بين القوى القريبة من المملكة العربية السعودية. لا أحد قادر على الحسم إذا ما كانت الزيارة السعودية ستؤدي إلى تغيير في مسار التحالفات، أو اعتبارها محطة أساسية في توضيح بنية الإصطفافات على قاعدة ما قبل الزيارة غير ما بعدها. حتى الآن لا تزال المراوحة هي السمة الأبرز على الساحة الإنتخابية بالنسبة إلى كل الأفرقاء.

كل ما يحكى عن تحالفات واتفاقات مسبقة، على ما يبدو أنها تتبدد لحظة إنتقال النقاش إلى مرحلة الجدية، والبحث في التفاصيل. كل المفاوضات لم تصل إلى أي نتيجة حتى الآن، فأربع ساعات من المباحثات بين الرئيس سعد الحريري والوزير ملحم الرياشي لم تصل إلى خلاصات شافية إنتخابياً، الجواب الوحيد الذي اتفق عليه الطرفان، هو الإنتظار حوالى الخمسة أيام ليحسم كل طرف توجهاته. وهنا تعتبر مصادر متابعة أن الإنتظار، سيكون مرهوناً بجلاء الصورة بعد زيارة العلولا.

وكما لم يحصل إتفاق بين القوات والمستقبل، فهكذا كانت أجواء اللقاء الذي عقد بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، إذ لم يتم التوصل إلى إجابات شافية حول وجهة التحالفات فيما بينهما، على الرغم من التفاهم بأن التحالف سيكون على القطعة، وليس في كل لبنان.

تصف المصادر كل هذه المشاورات، بأنه مرحلة لاستدراج العروض وبحثها، الوقت ليس لإعطاء المواقف والآراء، وحتى الآن لا حسم في أي من الخيارات. وقد بحث الرياشي والحريري المهرجان الذي ستقيمه القوات في جونيه في ذكرى الرابع عشر من آذار، وسيكون مخصصاً لإعلان القوات عن مرشحيها وتوجهاتها وثوابتها الإنتخابية، وتنفي المصادر كل الكلام الذي أفاد بأن الحريري لا يحبذ إجراء القوات لهذا المهرجان، واحتكار رمزية الذكرى كرد على احتكار المستقبل لذكرى 14 شباط. وتقول مصادر قواتية إن أكثر ما جرى الإتفاق عليه في هذا اللقاء، هو عنوانين المهرجان، حيث توافق الرياشي والحريري على ضرورة الحفاظ على الثوابت التي تمثّلها الذكرى.

على صعيد الإجتماع القواتي مع التيار الوطني الحرّ، فأيضاً تلفت المصادر إلى أن اللقاء لم يتوصل إلى إتفاق، فيما الباب سيبقى مفتوحاً على البحث في مختلف التفاصيل والدوائر خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما تشير مصادر متابعة، إلى أن بودار التباعد بين القوات والتيار تتعزز أكثر فأكثر، فيما قد ينحصر التقارب بينهما في دوائر محددة.

ربيع سرجون – “الانباء”