هكذا تبدو صورة التحالفات حتى الساعة!

لا تحالف محسومًا حتى الساعة في انتخابات لبنان التشريعية 2018 سوى تحالف حزب الله وحركة أمل في دوائر الثقل الشيعي وحتى حيث الوجود الشيعي يشكّل رافعة أو بيضة قبّان للائحة برمّتها.

صحيحٌ أن القانون المختلط الجديد أتى بتغييرات جمّة وأتاح الفرصة أمام وجوه جديدة لاختبار الحياة التشريعية في برلمان 2018، بيد أنه في المقابل خلط الأوراق الحزبيّة خصوصًا بعد دخول ثلاثة عناصر أساسيّة: دمج الدوائر، الحاصل الانتخابي، والصوت التفضيلي. وبالتالي، بات على الأحزاب التي يتيح لها قانون الستين اعتماد سياسة “المحادل”، إعادة حساباتها بالركون إلى هذه العناصر الثلاثة ونسج تحالفاتها بما يسمح لها حصد العدد الأكبر من المقاعد.

في نظرةٍ سريعة وأوليّة على خريطة التحالفات المحسومة وتلك المرتقبة يتّضح الآتي:
– حسم حزب الله وحركة أمل المحسوم أصلًا بتحالفهما في كلّ الدوائر، من دون أن يُطعَّم رباطهُما بأيّ تحالفٍ مع تيار المستقبل الذي كان رئيسه سعد الحريري استبق الأمور في ذكرى 14 شباط وحسم بدوره عدم تحالفه مع حزب الله في أيّ دائرة، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة حول دائرة صيدا-جزين تحديدًا.

– ما زال التيار الوطني الحرّ حائرًا في تحالفاته ويدرس خياراته وفق كل دائرة على حدة على ما علمت “الأنباء” من دون أن يكون هناك تحالف ثابت يُعمَّم على كلّ الدوائر. على أنّ هناك اتجاهًا صريحًا إلى تحالفات متينة مع تيار المستقبل في أكثر من دائرة، والمفاوضات جارية حول امكانية التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف-عاليه، وراشيا-البقاع الغربي.

– يبدو التحالف العوني-القواتي مهتزًا بعض الشيء حيث يتّضح أن الخلافات أكبر من أن تجمع الحليفين الجديدين سوى في دائرة واحدة شبه محسومة هي المتن. وفي هذه الدائرة أيضًا يتبلور تحالفٌ متين بين التيار الوطني وميشال المر والطاشناق والقوات والقومي السوري في وجه الكتائب والمستقلين.

– وحدها بيروت الأولى تكاد تكون الموزاييك المحيّر حيث تبدو فيها التحالفات استراتيجية في وجه أبناء المجتمع المدني، وعليه قد يجتمع الخصوم كما في الانتخابات البلدية في هذه الدائرة حصرًا ومن تحت الطاولة كي لا يُكسَر الكلام العلني.

– وحيثما يختلف القواتيون والعونيون في جبيل والأرجح في جزين إلا إذا قرروا خوضها معركة مسيحية صرف، يتفقون في الدائرة الشمالية الموسّعة (البترون-زغرتا-بشري-الكورة). على أنّ العوائق التي تحول دون ارتباطهم جمّة وعلى رأسها همسٌ في كواليس تيار المستقبل على ما علمت “الأنباء” مفاده الابتعاد من التحالف مع القوات في أيّ مكان استنادًا الى فتور العلاقة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع وتعذُّر اللقاء بينهما.

وبقاءً في الشمال، تبدو الساحتان الطرابلسية والعكارية ضائعتين في فوضى المرشحين على طفرتهم، على أنّ الثابت أنّ أي اتفاق بين “المستقبل” والتيار الوطني الحرّ سينسحب عليهما شأنهما شأن باقي الساحات.

تبقى الصورة ضبابيّة إلى حين انتهاء كلّ حزب من “الجمع والطرح والضرب” والتي على أساسها سيرسي التحالف الأكثر استراتيجية وربحيّة له على مستوى عدد المقاعد التي سيحصدها حتى لو اضطره الأمر إلى التنازل في دائرة ليعوّض في أخرى.

رامي قطار- “الأنباء”