هل يقلب الحريري الطاولة ويفاجئ الجميع بخياره الإنتخابي؟

السؤال مطروح بقوة لا سيما بعد طول إنتظار الأفرقاء لقرار الحريري وتوجهاته التحالفية. ثمة وجهة نظر داخل تيار المستقبل تقول إن التيار يجد من الأفضل بالنسبة إليه أن يترشح وحيداً في كل الدوائر، وبلا أي تحالفات ملزمة، تدفعه إلى التخلي عن مقاعد يعتبرها من حصته، كما أن هذا الخيار سيتيح له ترشيح أشخاص عابرين للطوائف.

خلال اللقاء الأخير مع النائب وليد جنبلاط، أكد الحريري على ثبات التحالف مع المختارة، في كل الدوائر المشتركة، ولكن هذا لن ينطبق على كل الأفرقاء، التحالف مع الإشتراكي ثابت في بيروت، الشوف عاليه، البقاع الغربي. أما عن التحالفات الأخرى للحريري فهي غير محسومة وغير ثابتة وفق ما تقول مصادر متابعة.

وتقول المصادر إن الحريري ينطلق في هذا التفكير من مبدأ عدم خسارة حلفاء ولا أصدقاء بسبب التحالفات، ولا يريد خسارة جمهوره وبيئته، وبذلك يحافظ على وضعيته، ويبرر تسمية مرشحين من غير المسلمين، ولا يعطي ذريعة لأي طرف في التصويب عليه بأنه يتحالف مع خصومه. وأي خيار قد يتخذه الحريري سيكون نتاج توافق مع كل الأفرقاء.

وقد حاول البحث مع الوزير جبران باسيل في كيفية بلورة التحالفات، ولكن لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية، ولذلك كان الإتفاق بين الرجلين على الحفاظ على العلاقة حتى ولو لم يتم التحالف إنتخابياً بينهما.

ففي بعلبك الهرمل سيكون المستقبل حليفاً للقوات، وقد يكون خصماً له في بيروت الأولى بعدما تشير المعلومات إلى إنفراط عقد التحالف بين المستقبل والتيار والقوات. وتشير المصادر إلى وجود المزيد من العقبات في هذه الدائرة. إذ يريد المستقبل ترشيح الوزير جان اوغاسابيان عن المقعد الأرمني، مقابل ثلاثة مرشحين لحزب الطاشناق، ومرشح ماروني للتيار هو مسعود الأشقر، ومرشح كاثوليكي هو الوزير السابق نقولا صحناوي. وبالتالي تكون هذه اللائحة قد استثنت مرشح القوات عماد واكيم، النائب نديم الجميل، والذي تحرص القوات على بقائه والوزير ميشال فرعون.

أما فيما يخص دائرة بيورت الأولى، فتلفت مصادر متابعة إلى أن الحريري أبلغ باسيل بأنه لا يمكنه التخلي عن مرشح الأقليات في هذه الدائرة ومنحه للتيار الوطني طالباً من باسيل تفهّمه على هذه الخطوة. ولم تحسم وجهة التحالفات حول دائرة زحلة بعد، هناك من يرى أن التحالف في هذه الدائرة سيكون بين القوات والمستقبل، مقابل تحالف التيار مع قوى 8 آذار، ولكن لا تزال هناك عقد عديدة، أولها موقف حزب الكتائب، وثانيها موقع الكتلة الشعبية، إذ أن الحريري يريد التحالف مع ميريام سكاف الأمر الذي ترفضه القوات، فيما إجتماع سكاف مع حزب الله لم يكن جيداً قبل فترة.

حالة خلط الأوراق السياسية مستمرة في كل الدوائر الإنتخابية، ومصير التحالفات مرهون بالأيام الأخيرة الفاصلة عن الإستحقاق.

(*) ربيع سرجون – “الأنبـاء”