رسائل اعتراض اوروبية الى واشنطن… من بيروت

حطت وزيرة الداخلية البريطانية آمبير رود في لبنان في زيارة خاطفة لساعات قليلة، لكنها حملت رسائل عديدة بالغة الأهمية. زارت رود مخيمات اللاجئين السوريين، والمنطقة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة، للإطلاع عن قرب على آخر الأوضاع في تلك المنطقة، لا سيما بعد ما شهدته من توترات سياسية في الفترة الأخيرة.

للردّ على زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إلى بيروت، وما رافقها من تحليلات حول إمكان إندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل، تقصدت لندن إيفاد وزيرة الداخلية وليس وزير الخارجية، للدلالة على أن الحفاظ على الإستقرار في لبنان ووضعه الأمني هو شأن داخلي بريطاني وأوروبي.

وقالت رود ان أمن لبنان من أمن بريطانيا، وهذا ما تصفه المصادر، بانه إهتمام أوروبي إستثنائي بالوضع في لبنان، خاصة أن أي اهتزاز أمني سينعكس سلباً على وضع أوروبا الداخلي، لأن جموع اللاجئين ستتدفق إلى أوروبا، وستغرق أوروبا باللاجئين، وبهذه الحالة، فلن يقتصر ذهاب اللاجئين إلى أوروبا من التابعية السورية، بل هناك آلاف اللبنانيين سيتوجهون إلى هناك، وهذا ما لن تكون القارة الأوروبية قادرة على تحمّله. يحرص الأوروبيون على إبقاء اللاجئين في لبنان والحفاظ على امنهم خوفاً من أن تغرق بهم. وهذا ما يبرر حجم الإجابية الأوروبية في التعاطي مع مؤتمرات دعم لبنان ومساعدته، لا سيما التحضير لمؤتمر بروكسيل لدعم اللاجئين السوريين ودعم لبنان لما يتحمّله من جراء هذا الملف.

وفي هذا السياق، تفيد المعلومات بأن موفداً رئاسياً فرنسياً سيزور لبنان الثلاثاء، لبحث التعاون لإنجاز المؤتمرات الدولية، سيدر 1، وبروكسيل للاجئين، وروما لدعم الجيش والأجهزة الأمنية، والإطلاع على كل الترتيبات اللوجستية والإصلاحات المالية، لأجل إنجاح هذه المؤتمرات. وتشير المصادر إلى أن الدول الأوروبية ولا سيما لندن وباريس، تعملان على التواصل المستمر مع دول الخليج لأجل مشاركتها في هذه المؤتمرات وتوفير الدعم للمؤسسات الرسمية اللبنانية.

هذه الزيارة إلى جانب كل رسائل الدعم التي يتلقاها لبنان من الدول الأوروبية، تهدف إلى إرسال رسائل إعتراضية على الطريقة التصعيدية للولايات المتحدة الأميركية في التعاطي مع الملف اللبناني. لا يترك الأوروبيون مناسبة إلا ويحاولون من خلالها إيصال رسائل تفيد بأنهم يعارضون سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجهة التصعيد ضد إيران وضد حزب الله في لبنان، وما سيكون لذلك من إنعكاسات سلبية على وضع أوروبا الداخلي.

ربيع سرجون – الانباء