الطابور الخامس وليبرمان انقذا لبنان

جليل الهاشم

كانت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان كافية لهز الواقع اللبناني

فمنذ شهور طويلة لم تتعرض إسرائيل لخطط المسؤولين اللبنانيين الخاصة بمشاريع النفظ والغاز. وساد صمت ثقيل حول هذا الموضوع مع ان الاسرائليين كانوا تحدثوا مراراً عن أطماع لهم في الحقول الغازية المفترضة التي يعتبرها لبنان ضمن مجاله الاقتصادي وحتى عندما أعلن مجلس الوزراء اللبناني عن نجاح المفاوضات لتلزيم الحقلين الرابع والتاسع قبل مدة لم يقل الاسرائيليون شيئاً ولم يعلقوا، فجأةَ وفي ما كان الشارع اللبناني منشغلاً بحرب المقامات والقامات دخل ليبرمان على الخط وأدلى بدلوه معتبراً أن الحقل رقم 9 مختلف عليه وان لحكومته حقوق فيه.

كانت تصريحات الوزير الصهيوني الفاجرة مفيدة، فشكلت نوع من التغطية التي لا بد منها كي يستعيد أصحاب المناصب المختلفين في لبنان وعيهم بخطورة التهديد القادم من الجنوب. فتنبهوا جميعاً وتتداولوا وتواصلوا بأنه يجب توطيد أواصر الوحدة واتخاذ الموقف الموحد في مواجهة التحدي الجديد والاستفزاز الأحدث التي يمارسها العدو الإسرائيلي الغاصب.

وباعتبار ان لا شيء يفرق بين اللبنانيين تم استحضار الطابور الخامس لتحميله مسؤولية قطع الطرقات واحتراق الدواليب واقتحام الأحياء ودفع البلاد فجأةً نحو توترات أمنية خطيرة ليس لها ما يبررها الا المشروع الذي يضمره ذلك الطابور الخامس الذي نبت فجأة وكاد يمسك بالسلطة وشعبها.

وفي الخلاصة تنبهّ المعنيون فوجدوا أن عليهم مواجهة خطرين في الآن نفسه خطر ليبرمان المتطرف والذي يهدد الغاز اللبناني قبل أن يصبح جلداً، وخطر الطابور الخامس الذي يهدد وحدة الشعب اللبناني قبل أن يتاح لهذا الشعب التمتع بثراوته وهكذا تمكن ليبرمان والطابور المذكور من انقاذ لبنان مرة ًأخرى.

أما القيادات المسؤولة فقد اتبعت في هذه الاثناء نصيحة الديكتاتور في كل زمان ومكان من موقعها الطائفي والمذهبي تلك النصيحة التي تقول “انتف الدجاجة تماماً ثم قدّم لها القمح وهي ستبعك حكماً”. وما جرى تطبيق لهذه النصيحة في نسختها اللبنانية المكررة.

(الأنباء)