هذه المواضيع سيثيرها تيلرسون في بيروت

يركزّ لبنان جهوده لتوحيد الموقف من تطورات الوضع في الجنوب. في موازاة التطورات العسكرية التي شهدها سوريا قبل أيام، لدى لبنان تطورات هامة تنتظره مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يوم الخميس المقبل. يعمل لبنان على أكثر من جبهة. من حماية النفط وتوفير مظلّة آمنة للبلوك رقم 9، إلى مواجهة العقوبات المالية والضغوط السياسية الأميركية، وإيجاد حلّ لأزمة الجدار وتخطّي الإسرائيليين للخط الأزرق.

يرفض لبنان الوساطة الأميركية التي بدأت مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد ويعتبر أن واشنطن لا يمكن أن تلعب دور الوسيط، في إطار موقفها الداعم لإسرائيل والضاغط على لبنان من خلال حزب الله. وفيما تنطلق التحركات الأميركية من قاعدة تكريس مبدأ تقاسم النفط مع إسرائيل، يسعى لبنان إلى مواجهة ذلك، بقرارات صارمة، وبإظهار الدلائل على الإعتداءات الإسرائيلية. وهذا ما شكّل محور الإجتماع الرئاسي في بعبدا، وأكد المجتمعون حرص لبنان على سيادته وعدم المسّ بها، بالإضافة إلى عدم التنازل عن حقّه لا برّاً ولا بحراً. هذا الموقف سيكون موحداً بين الرؤساء الثلاثة خلال لقائهم بالوزير الأميركي.

وبحسب ما تتحدث المعلومات، فإن زيارة الوزير الأميركي لن تنحصر في مسألة النفط والوضع في الجنوب، لا بل ستكون أشمل لتطال مواضيع ذات صلة بالتطورات الإقليمية، خاصة أن تيلرسون يزور لبنان من ضمن جولة على دول المنطقة. سيحاول تيلرسون إقناع اللبنانيين بمبادرة ساترفيلد لتسوية الأزمة مع إسرائيل، وهذا سيجعل المفاوضات معقّدة مع الوزير الأميركي، خاصة في ظل تشعّب النقاش ليطال مسألة سلاح حزب الله ووجوده جنوب نهر الليطاني، أي في المناطق التي وضعها القرار 1701 في خانة مناطق منزوعة السلاح. ثمة في لبنان من سيقول للوزير الأميركي إن الإعتداء الإسرائيلي او الدخول على خطّ النفط، سيؤكد مدى التمسك بسلاح الحزب، لما سيشكله رادعاً أمام هذه المطامع، وهذا الكلام من شأنه تصعيد المفاوضات أكثر من الأميركيين، الذين يحملون الكثير من رسائل التحذير للبنان، بأن أي خطأ عسكري على الحدود قد يؤدي إلى إندلاع حرب مدمّرة.

ربيع سرجون – “الأنباء”