من يتحمّل مسؤولية تراجع “ذا فويس”؟

يُحسب لقناة “أم بي سي” نجاحها المستدام وريادتها في توفير متعةٍ تلفزيونية للمشاهد، في برامجها الفنية خصوصاً، تجعله يتسمّر أمام الشاشة، ويتابع التفاصيل بحماسة وترقّب و”فرح”- وهذا هو الأهم- بفضل سخائها في الإنتاج، وجمعها أحدث التقنيات في الصوت والتصوير والإضاءة، وأفضل الطاقات الفنية البشرية، إلى جانب استقطابها من نسمّيهم “نجوم الصف الأول”. كل هذه الشروط توفرت بصورةٍ ملفتة في برنامج “ذا فويس” الذي تنتج “أم بي سي” نسخته العربية، ما حقق له نجاحاً غير مسبوق، جعله محط متابعة واهتمام ومشاركة أوسع شريحة من المتلقين العرب، في بلدانهم وحيث ينتشرون، ليعيشوا مع حلقاته المتتالية متعةً تجمع- إلى جمال أصوات المتبارين وروح التنافس بينهم- ترقّب آراء أعضاء لجنة التحكيم، وكذلك التنافس المحبب بينهم لاصطياد الموهبة التي يرون أنهم ستقود فريق كل منهم إلى الفوز باللقب في النهاية. وفي هذا المجال، لعب المحكّمون دوراً داعماً ومساهماً أساسياً في نجاح الدورات المتعاقبة من “ذا فويس”، ونعني بهم الفنانين: كاظم الساهر، برقيّ آرائه وتعليقاته وعمق إصغائه وملاحظته أدق التفاصيل الصوتية، وصابر الرباعي، قناص الأصوات التي يرى فيها فرادة، وشيرين، المشاغبة بحرفية، ومعهم عاصي الحلاني الذي شكل مع صابر ثنائياً يضفي الفكاهة المحببة على الأجواء.

فمن تراه اتخذ القرار بإبدال هؤلاء، والإطلالة علينا في الحلقة الأولى لهذا الموسم بلجنةٍ لم يبقَ منها سوى عاصي الذي حاول لعب الدور ذاته مع زملائه الجدد، فلم يلقَ تجاوباً، ولم يثر حماسةً؟ فيما بدت إليسا مستمعة و”معجبة”، أكثر منها مقررة؛ ومحمد حماقي صاحب جرعة زائدة من الرصانة. أما المشكلة المتعددة الأوجه فهي في أحلام التي تبدو “منتصرة” في العودة إلى القناة، بعد استبعادها، وتمارس فرحة انتصارها بسطوة “ملكية” غير خفية على زملائها، وبصرخة “الله عليك” التي تشوّش على المؤدي، فتجعله يخرج عن النغم، كما تُفقد المشاهد متعة الاستماع. بالإضافة إلى “هضامة” مفقودة في تنافس المحكمين على المتبارين، وكلها عوامل تكسر سلاسة الصلة بين الشاشة والمتابعين الذين لم يتردد كثيرون منهم في “الهرب” إلى محطة أخرى.
الانطباع الأول، والعام، عن الحلقة الأولى من “ذا فويس” لهذا الموسم توحي بأننا أمام متعة ناقصة، وتشي بتراجعٍ في متابعته، ما لم تُتخذ خطوات “إنقاذية”، لا يبدو أنها ممكنة التحقق.

بسام سامي ضو