حزب الله “مرتاح”: اسرائيل لن تذهب الى حرب

ليس إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية حدثاً عابراً. هي الرسالة الإيرانية الأقوى، ولكن بلا أي نيّة لكسر طوق التعبئة والذهاب إلى مواجهة مفتوحة. أرادت إيران توجيه الضربة لاستعادة الاعتبار. وتتحدث المصادر عن أن الفخ كان قد نصب لأكثر من طائرة. لكن خشية تطور الأوضاع أوقفت الأمور عند هذا الحدّ. سرعة تحرك الاتصالات الدولية، والاستنفار على خطّ التواصل الدولي بين العواصم الكبرى، لاسيما بين موسكو وواشنطن، يظهر نيّة امتصاص المواجهة، ووضعها في إطارها السياسي، بدون الذهاب إلى المواجهة المفتوحة. مع الإبقاء على قواعد الاشتباك التي تتخذ طابع الضربات المتفرقة. وتجلّى ذلك بكيفية الردّ الإسرائيلي من خلال استهداف مواقع للإيرانيين والنظام السوري.

التطور المهّم هو أن إيران توجه رسائل ميدانية. تؤكد احتفاظها بوجودها في سوريا. وتفرض نفسها بالميدان، كما أنها تقطع الطريق على أي محاولة لتجاوزها، خصوصاً في ظل الكلام عن إتفاقات روسية – إسرائيلية، أو روسية – أميركية، لقضم النفوذ الإيراني في سوريا. ليس مطلوباً بالنسبة إلى الإيرانيين أكثر من توجيه رسالة، التي يفترض أنها وصلت من خلال الكلام الإسرائيلي، الذي بدا غير مستعد للتصعيد، لا بل بحث في كيفية سحب فتيل التوتر.

وفيما يستبعد حزب الله ذهاب الإسرائيليين إلى حرب. ويرى أنه لم يكن من الممكن حصول هذه العملية بلا موافقة الروس. ينعكس هذا الكلام على الأرض تجاذباً روسياً – أميركياً. وهذا التجاذب ظهر في أكثر من مكان، سواء بإسقاط الطائرة الروسية، أو إستهداف الأميركيين لقوات الدفاع الوطني، الذي كان رسالة أميركية إلى الروس بوجوب عدم تخطّي شرق نهر الفرات. هذا المشهد هو عبارة عن حرب بالنقاط وليس حرباً شاملة.

حتى الآن لا تزال سوريا هي الساحة، ولبنان بعيد من هذه التطورات بنسبة كبيرة. لكن بإمكان لبنان الإستفادة منها، والإمساك بورقة تفاوض قوية بعد اسقاط الطائرة. وهذه الورقة يمكن رفعها بوجه وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الذي سيزور لبنان، الخميس في 15 شباط.

ويعتبر الحزب أن تيلرسون سيطرح وساطة لحلّ أزمة الجدار والبلوك رقم 9. وهو يضغط للإستجابة إلى وساطته منطلقاً من التفوق العسكري الإسرائيلي. أما اليوم فهذه المعادلة سقطت. واليوم إذا أطلق الجيش اللبناني النار على الإسرائيليين حتى ولو بالهواء، لمنعهم من بناء الجدار، فبماذا سيرد الإسرائيليون؟ كانوا يرتكزون على قوة الطائرات، لكن هذه القوة أصبحت مهددة. ويعتبر حزب الله أن حلّ مسألة البلوك مرتبط بتوفير مظلة الحماية للشركات لتبدأ بعمليات التنقيب. أما الجدار، فالخلافات على بضعة أمتار، والإسرائيلي سيتراجع عن هذه النقاط لتجنّب الصدام.

ربيع سرجون – “الانباء”