أجويرو “سيّد” الهدّافين رغم أنف المشكّكين

إذا ألقينا نظرة خاطفة على إحصائيات سيرجيو أجويرو، سنجد أنه من غير اللائق القول إن هذ اللاعب لا يعتبر الهدّاف الأعلى جودة في البريميرليج خلال المواسم السبع الأخيرة.

وأحرز أجويرو 4 أهداف في مرمى ليستر سيتي (5-1) مساء السبت في الدوري الممتاز، ليرتفع رصيده هذا الموسم إلى 21 هدفا، فارتقى إلى المركز الثاني على سلم ترتيب الهدافين بالاشتراك مع نجم ليفربول محمد صلاح، وبفارق هدفين عن قنّاص توتنهام هاري كين.

رباعية أجويرو، فيها رسائل متنوّعة الدلالات، فهي دليل جديد على مكانته المرموقة في البريميرليج، لا سيما وأنه رفع رصيد أهدافه في المسابقة إلى 143 هدفا في 203 مباريات، منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي العام 2011 قادما من أتلتيكو مدريد.

كما أن الرباعية، تأكيد جديد لقدرته على منافسة بقية الهدافين كل موسم في الدوري الممتاز، وهو الذي توّج هدّافا لها في الموسم 2014-2015.

لكن الأهم، هو أن هذه الرباعية جاءت في وقت مناسب، حيث يعتقد المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا، أن البرازيلي المصاب حاليا جابرييل جيسوس، أكثر تناسبا مع خططه الفنية وأسلوب لعبه.

يقول البعض إن مستوى أجويرو انخفض قليلا في الآونة الأخيرة، إلا أنه لا يمكننا سوى معارضة هذه المقولة، فكيف للاعب أن ينخفض مستواه، وهو الذي سجل 21 هدفا في 24 مباراة بالدوري؟

كلّ ما في الأمر هو أن جوارديولا أجلس مهاجمه الأرجنتيني على مقاعد البدلاء في بعض المباريات لحساب جيسوس منذ منتصف الموسم الماضي، والحقيقة تقول إن أجويرو لم يتأثر إطلاقا من هذه الخطوة وإن كانت غير منطقية برأي العديد من نقاد الكرة الإنجليزية.

يعتبر النقاد والمتابعون، أنه لا يمكن لمدرب، مهما كانت أفكاره وأساليبه، أن يغضّ النظر عن الاستعانة بواحد من أهم اللاعبين الذين يشغلون مركز رأس الحربة في العالم حاليا، إلّا في حال كان البديل على المستوى نفسه أو أرفع شأنا، وهذا لا يقلّل أبدا من شأن جيسوس الذي حقّق نجاحا لافتا بدوره منذ قدومه إلى سيتي، إلّا أنه يحتاج لمزيد من العمل الجاد للوصول إلى مرتبة زميله الأرجنتيني.

وتجدر الإشارة، إلى أنه ورغم وجود صنّاع لعب على أعلى مستوى في مانشستر سيتي، تمكّن أجويرو هذا الموسم من صناعة 5 أهداف، كما أنه يتميّز عن غيره باحتفاظه التام بهدوئه في المواقف الصعبة، وهو الذي نال بطاقة صفراء واحدة فقط هذا الموسم، مستفيدا من النضج الذي اكتسبه على مدار السنوات الماضية.

صحيح أن مهاجمين عدةّ برزوا على الساحة الإنجليزية في المواسم الأخيرة مثل كين وروميلو لوكاكو ودييجو كوستا وجيمي فاردي، إلا أن مكانة أجويرو بقيت ثابتة لم تتزحزح، وهو الآن في الطريق إلى تحطيم رقمه القياسي في عدد الأهداف التي سجّلها بموسم واحد في البريمير ليج، والذي يعود للموسم 2014-2015، عندما هز الشباك 26 مرّة.

أجويرو يستحق الإشادة، لأنه ردّ على المشكّكين بأهدافه، ورفض اللجوء إلى وسائل الإعلام للتعبير عن إحباطه، وعمل بجد وتواصل مع الجميع وحظي بعلاقة جيّدة مع مدرب غير مقتنع بشكل تام بقدراته، فكسب المعركة، على أمل أن يكتب نهاية أكثر سعادة.