جولة“الانباء” الإخبارية المسائية: أبرز المواقف والتطورات ومقدمات نشرات الأخبار

في جولتها المسائية ليوم السبت 10 شباط ٢٠١٨ رصدت جريدة “الأنباء” أبرز المواقف السياسية والتطورات واهمها التالي:

جنبلاط

كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “‏يبدو أن إضطرابات كبيرة قادمة على المنطقة، لن ينفع التفكير بفصل المسارات لأن الإسرائيلي أصلاً أعلن ربطها. وإلى صناع القرار في لبنان وجب الاحتياط والعدول عن المشاريع الكبرى المكلفة. أفضل شيء الإصلاح والتقشف في إنتظار العواصف. التاريخ يعيد نفسه”.

أضاف: “‏يبدو أن المنطقة تسير قدماً إلى إضطرابات كبيرة وأن المسارات المختلفة ستتوحد. لذا كفى الحلم بأننا قد نكون بمنأى عنها، فالإسرائيلي لن يميز ولن يبالي. وإيانا أن نظن بأن وسيطاً من هنا أو هناك ليحمينا من الآتي. لذا فإن سياسة التقشف ضرورية وكفى الحلم بالمشاريع الكبرى المكلفة. شيء من التواضع”.

 

عون تشاور مع بري والحريري

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات التي نتجت عن الاعتداءات الجوية الاسرائيلية على الاراضي السورية. وتلقى تقارير عسكرية وامنية عدة عن مسار هذه الاعتداءات التي طاولت شظاياها اراض لبنانية في منطقة البقاع.

واجرى الرئيس عون اتصالات هاتفية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وتشاور معهما في الاوضاع المستجدة، وما يمكن ان يتخذ من مواقف حيالها.

 

حماده

رأى وزير التربية مروان حمادة في حديث لـ “لبنان الحر” أن “فكرة الجدار عدائية وما أدراكم ماذا يحضر خلف هذا الجدار ربما لاجتياح لبنان”، مشيراً إلى “أن البلوك 9 كله هو ملك للبنان ولن نقبل بالتنازل عن املاكنا حتى تحت البحر”.

وفي الملف التربوي، قال: “لا ارغب بتعطيل مجلس الوزراء ولا مؤسسات الدولة. نتغنى بالعهد واستعادة الثقة ولكن حتى الآن لا أرى أننا استعدنا ثقة أحد، وأنا منذ أشهر أنتظر جلسة مخصصة لملف التربية بكل تشعباته وقطاعاته. إن التكبيل في عملي الوزاري لا يأتي من الداخل بل من خارج الوزارة في المحيط الحاكم، فهو يحاول التدخل في وزارات الآخرين”.

أضاف: “لا أريد أن أفتح حرباً على أحد ولا على العهد، ولكن لدي صلاحيات دستورية متمسك بالحفاظ عليها”، لافتاً إلى “أن ثمة اموراً كثيرة في البلد تستوجب بحث ملف التربية وإذا لم يدرج هذا الملف على جدول مجلس الوزراء سأقدم إستقالتي وأمشي”.

ورداً على سؤال، رأى حمادة “أن إيرادات السلسلة ترتكز على أمرين أساسيين إقتصاد لبنان من عائدات ومساعدات، والجباية الحقيقية للايرادات ومجابهة منظومة الفساد فالمليارات تتطاير في فضاء الحكومة على مشاريع هدفها نبيل وباكلاف تفوق كل الإعتبارات والإمكانات”.

وعن الإنتخابات المقبلة، قال: “يجب ألا تحصل مغامرات سياسية وامنية، وتجري الإنتخابات بشكل سلمي وديموقراطي”، معرباً عن ثقته بالقوى الأمنية.

 

شهيب: ليكن 6 آيار يوم تجديد الامل مع تيمور جنبلاط

عقدت لجنة العمل الشبابي في الحزب التقدمي الاشتراكي لقاءً شبابياً موسعا في مقر وكالة داخلية الغرب “مركز كمال جنبلاط الثقافي والاجتماعي” في قبرشمون، بحضور عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب، الذي اكد على دور الشباب وأهميته في الحزب وفي المجتمع وعن المهمات الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب من الشباب التقدمي أن يكونوا بمناقبيتهم ووعيهم وثقافتهم وانفتاحهم حاضرين دائماً لتولي كل المهام وتحمل المسؤولية الملقاة عليهم في حمل قضايا الوطن والمواطن على كافة المستويات، داعياً إلى أن يكون يوم 6 أيار يوم الشباب وتجديد الأمل إلى جانب الرفيق تيمور جنبلاط، وأن يكون يوم البناء لشراكة مستدامة مع الناس للقادم من الأيام لمواصلة مسيرة هذا الخيار السياسي والشعبي والوطني والعربي الذي حملناه مع كمال جنبلاط وإلى جانب وليد جنبلاط.

وأكد  بأن الحزب الذي قدم الشهداء وكل التضحيات في سبيل حماية حرية لبنان وعروبته وكرامة انسانه، وكرس عبر ترسيخ المصالحات الوطنية تعدده وتنوعه وعيشه الوطني المشترك، والحزب الذي ينبض شبابا مع منظمة الشباب التقدمي والحاضر مع كل مؤسساته الحزبية الجماهيرية الرديفة في الدفاع عن الناس وقضاياهم المحقة وفي حفظ الدولة ومؤسساتها ومواجهة الفساد والدفاع عن حقوق الناس، هو حزب لا يهزم ولا يكسر ولا يلغى، هذا هو التاريخ والحاضر وهكذا بإرادة الشباب النابض وفاء لمسيرة حزب كمال جنبلاط وقيادة وليد جنبلاط سيكون المستقبل، وبالأمس القريب في مناسبة ذكرى استشهاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط في 19 آذار 2017 عبرتم عن هذا الوفاء في دار المختارة لتؤكدوا أنتم الشباب الواعد وجيل المستقبل عن التزامكم وانتمائكم إلى مدرسة المعلم الشهيد كمال جنبلاط وحزبه وإلى قضايا مجتمعنا، لتستمر مسيرة المختارة مع وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط هذه المسيرة التي أثبت بتاريخها النضالي ودورها الوطني والعروبي والإنساني بأنها واحة الشراكة الوطنية والتلاقي في هذا الوطن.

وقال شهيب أيا تكن ملاحظاتنا على قانون الانتخاب الهجين الذي أقر، إلا  إننا سنخوض الانتخابات النيابية  بكل شجاعة وصلابة وانفتاح وسنخرج في 6 آيار منتصرين مع تيمور وليد جنبلاط  كما انتصرنا مع منطقة الغرب في كل المراحل وفي جميع الاستحقاقات، سنخرج  منتصرين لتاريخنا ووجودنا وبقائنا، وسنخرج منتصرين للشباب وحقهم بحياة أفضل كريمة تليق بتطلعاتهم وطموحاته، فالوطن أكثر ما يحتاج إليه هو التضامن وتعزيز الشراكة الوطنية وهذا الأمر لا يكون بالشعارات الفارغة والمزايدات العبثية، بل يكون بالممارسة فليتعلموا كيف تكون الشراكة الحقيقية من وليد جنبلاط الذي بنى ورسخ الشراكة الوطنية الحقيقية في هذا الجبل، وهذه الشراكة نريدها نموذجاً يُحتذى بها في كل لبنان لنبني وطناً قادراً على حماية المجتمع بكل أطيافه، ولنصون الحريات وحماية الناس من تفلت الأسعار وارتفاع الأقساط المدرسية وبمحاربة الفساد، فمن بديهيات حق الناس الماء والكهرباء والاستشفاء”.

مضيفا  “بأن أولويتنا القصوى كانت وستبقى لخدمة الناس، ولتعزيز المصالحات، التي تصنع وفاق داخلي بين اللبنانيين، وتنتج أمن واستقرار، وتحصن المؤسسات الدستورية، وتحفز الإقتصاد وتحسن الأوضاع المعيشية والإجتماعية لجميع اللبنانيين، ونحن أثبتنا في كل الاستحقاقات الدستورية وبالممارسة لا بالشعارات من مختلف المواقع، بأننا الأحرص على حماية الدولة ومؤسساتها وتجنيبها مهالك المغامرات، التي تجلب التعطيل والفراغ وتجر البلاد نحو المجهول”.

وأضاف نعم الخدمات مهمة واساسية والانماء حيوي وضروري، وحزب كمال جنبلاط ووليد جنبلاط لم يقصر يوما لا بخدمة ولا مساعدة ولا انماء… لكن في أحيان كثيرة قدرتنا على العطاء تصطدم بواقع الدولة المهترئة التي ينخرها الفساد وتحكمها الذهنية الرجعية القائمة على المحسوبية التي رفضنا دائما في ممارستنا وحركاتنا في كل المواقع النيابية والوزارية أن نكون جزء منها بل عملنا دائما على نقدها ومواجهتها، لأننا حزب يؤمن بأن الخدمة المحقة والإنماء الضروري هو حق لكل مواطن لبناني في كل لبنان، فالحزب التقدمي الاشتراكي بمداه الوطني العابر لزواريب المناطقية والمذهبية والطائفية كان وسيبقى حزب الإنسان.

وختم قائلا أنتم الشباب التقدمي الواعي والمنفتح والمثقف معكم نخلق مساحات التلاقي والحوار ونواجه تحديات العصر للعبور نحو مستقبل يكون على قدر تطلعات وامال شباب لبنان في التقدم والتطور والرقي، والأمل أن لا تكون الانتخابات المقبلة فقط بالشعارات الشعبوية المرحلية التي تسقط بإسقاط الورقة في صندوق الاقتراع بل عبر البرامج التي تخدم مستقبل شباب لبنان خميرة هذا الوطن، كل لقاء شبابي وانتم بألف خير.”

 

عربي ودولي

 

اشتباك اسرائيلي – ايراني

قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى مقاتلاته تحطمت بعد هجوم على أهداف إيرانية في سوريا.

وأوضح أن الطياريين هبطا بسلام داخل الأراضي الإسرائيلية ونقلا لاحقا إلى المستشفى.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف مضادات جوية سورية وأهدافا عسكرية إيرانية على الأراضي السورية بعد دخول طائرة إيرانية دون طيار إلى إسرائيل.

ولاحقا أعلن سلاح الجو الإسرائيليأن الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982 وتم بنجاح.

 

وفي التفاصيل، شنت مقاتلات اسرائيلية غارات واسعة ضد منظومة الدفاع الجوي السورية بالإضافة إلى 4 أهداف إيرانية في سوريا.

وضربت 12 هدفًا في 3 بطاريات دفاع جوي سورية و4 أهداف تابعة لإيران، في حين تعرضت المقاتلات لنيران مضادة.

وفي المقابل نفت “غرفة عمليات حلفاء سوريا” التي تضم قياديين من روسيا وإيران وحزب الله وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا، إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية فجر السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها “افتراء”.

 

اسقاط طائرة تركية

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن مروحية عسكرية تركية أُسقطت خلال عملية “غصن الزيتون” المتواصلة في منطقة عفرين بريف محافظة حلب السورية ومقتل عسكريين تركيين.

وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون: “تم إسقاط إحدى مروحياتنا” دون اتهام أي جهة، لكنه توعد المسؤولين عن ذلك بأنهم “سيدفعون الثمن غاليا”.

 

مصر

واصلت القوات الجوية المصرية، توجيه ضرباتها التي تستهدف البؤر الإرهابية في سيناء، في إطار العمليات العسكرية “الشاملة” التي أطلقها صباح الجمعة الجيش المصري.

وقال المتحدث العسكري، في بيان “واصلت القوات الجوية على مدار الليلة الماضية تنفيذ العديد من الضربات الجوية المركزة ضد التجمعات والبؤر الإرهابية التي تم رصدها مسبقا بشمال ووسط سيناء”.

وأضاف أن سلاح الطيران وجّه “ضربات قوية استهدفت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستي المكتشفة”.

 

ايران تستقبل مسؤولا حوثيا

استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، المتحدث باسم ميليشيات الحوثيين، محمد عبد السلام، في طهران وتحدث معه عن مقترح إيراني يقضي بتسوية الأزمة في اليمن ووقف الحرب.

وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن ظريف، أشار إلى مقترح إيران الذي يحتوي على 4 بنود لتسوية الأزمة في اليمن مؤكدا على ضرورة الإيقاف الفوري للحرب وإرسال المجتمع الدولي المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، هذا بينما تستمر بلاده بإرسال السلاح والمستشارين العسكريين لإطالة أمد الحرب هناك، بحسب مسؤولين يمنيين.

 

مقدمات نشرات الاخبار

نشرات-الاخبار

ال بي سي

قبل اليوم ، كان الخبر يأتي على الشكل التالي : ” أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على مواقع في الداخل السوري … سوريا احتفظت بحقها في الرد في الوقت الذي تراه مناسبًا ” … اليوم تغيِّرت اللعبة فتغيّر الخبر … طائرة حربية اسرائيلية أغارت في الداخل السوري، لكن صاروخًا سوريًا اسقطها … السؤال بعد هذا التطور هو: هل تغيَّرت قواعد اللعبة في المنطقة ؟ وهل تنزلق التطورات إلى أكثر من اشتباك جوي ؟.

الجانب السوري يضع إسقاط الطائرة في خانة الدفاع عن الأراضي السورية, والجانب الاسرائيلي يضع الغارة في خانة العمل الدفاعي الذي أثاره تصرف عدواني ايراني  على المجال الجوي الاسرائيلي، في أشارة الى الطائرة من دون طيار التي قالت اسرائيل إنها أسقطتها فوق اراضيها … وفيما رأى مسؤول في تحالف موالٍ للرئيس الاسد  أنه ” لا يعتقد أن الامور ستتطور إلى حرب إقليمية ” ، أعلن حزب الله في بيان له وقوفه الثابت والقوي إلى جانب الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وسيادته .

قراءات مضاعفات ما جرى تتعدد، لكن من ابرز ما يمكن التوقف عنده هو زيارة وزير الخارجية الاميركي لبيروت الخميس المقبل ، والمرجَّح ان تضغط واشنطن في اتجاه التهدئة بالتزامن مع زيارة تيلرسون ..

داخليًا ، الاربعاءَ المقبل ذكرى الرابع عشر من شباط ، وكل الأنظار إلى ما ستحمله هذه الذكرى لجهة الموقف الذي سيطلقه الرئيس الحريري ، ولجهة الحضور في الإحتفال, سواء من حلفاء الأمس او من حلفاء اليوم ، وهذه المحطة ستكون محط متابعة ومراقبة.

 

المستقبل

الأسئلة الكبيرة تلاحقت اليوم مواكبة للحدث السوري الذي تمثل بإسقاط طائرة إسرائيلية من طراز أف 16 لحظة شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عدة على  أهداف لبطاريات دفاع الجو السورية.

نظام الأسد والقوى الحليفة له، أعطت بعداً جديداً لما جرى، متحدثة عن سقوط المعادلات القديمة، و بداية لمرحلة إستراتيجية تضع حدا لإستباحة الأراضي السورية.

فيما إسرائيل أكدت أن القصف هو الأوسع ضد المضادات الجوية السورية منذ حرب لبنان الاولى العام  1982، معتبرة أن العملية تشكل نجاحاً ميدانياً في إستهداف طائرة الإستطلاع الإيرانية، والرد ضد منظومة الدفاع الجوي السورية في ظروف معقدة.

وفي عز التوتر الذي عاشته المنطقة، فإن ما سُجل حادثة هي الاولى منذ نحو ثلاثين عاماً، خسرت اسرائيل خلالها  طائرة حربية بعد غارات في العمق السوري، مما فتح المجال لكلام عن معادلة جديدة في قواعد الاشتباك.

أما لبنان الذي وقع اتفاقيتي النفط والغاز ودخل نادي الدول النفطية، ويواجه ديبلوماسيا الأطماع الاسرائيلية بثروته النفطية، فقد تساقطت على أراضيه في الجنوب والبقاع شظايا من صواريخ المواجهة الاسرائيلية السورية، الأمر الذي استدعى تشاورا بين رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء رفيق الحريري، في وقت أكدت  وزارة الخارجية اللبنانية أن مثل هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة وطلبت من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها.

 

دخلتِ الـ”أف 16″ سوقَ التقاعد.. وكما دَفَنَ لبنانُ الميركافا فخرَ الصناعةِ الإسرائيليةِ في سهلِ الخيام ووادي الحجير.. احتَفلت سوريا اليوم بهزيمةِ ما يعرفُ بالصقرِ المقاتل.. الطائرةِ النفاثةِ متعدّدةِ الأهدافِ فخرِ الصناعةِ الأميركية سَقط الصّقرُ في المكانِ والزمانِ المناسبَينِ للمرةِ الأولى منذُ عامِ اثنينِ وثمانين.. في أولِ ترحيبٍ مِن نوعِه بوصولِ وزيرِ الخارجيةِ الأميركية ريكس تليرسون إلى بيروتَ الأسبوعَ المقبلَ قادمًا على جَناحِ النّفط لكنّه سيُضطرُّ الى تغييرِ وجهةِ البحث.. ليسألَ لبنانَ ضبطَ النفسِ والتوسّطَ لإسرائيلَ جو أرض قبلَ الغوصِ في عُمقِ البحر فمن أصغى إلى إسرائيلَ اليوم وجدَها تَنشُدُ الهدوء وتعلنُ مرارًا أنها لا تنوي التصعيد وهي على استعدادٍ لأيِّ سيناريو إلا ذلك الذي يُدخِلُ حزبَ الله طرفًا في معادلةِ الردّ.. إذ إنّ خَسارتَها طائرةً واحدةً ستكونُ أهونَ عليها مِن دخولِ حربٍ لا قيامةَ لها فيها لذلك تضرّعت إسرائيلُ إلى روسيا وناشدتْها التدخّلَ ومارسَت سياسةَ ضبطِ النفس على خلافِ نهجِها القائم على التذرّع بسبب لاندلاعِ الحرب.. فدخلنا عصراً جديداً.. عصرَ توازن ِالقوى فكما هزمت المقاومةُ اللبنانية إسرائيل عامَ ألفينِ وستة ومَنعت العدوَّ من مجردِ التفكير في شنِّ حرب.. نشأ اليوم عهدٌ جديدٌ منعَ إسرائيلَ مِن استباحةِ الأجواءِ السوريةِ اللبنانية وإذا كانت هذه المعادلةُ قد حمَلت توقيعَ الدفاعاتِ السوريةِ فإنها وقبل كلِّ شيءٍ تأتي ممهورةً بالختمِ الروسيِّ الذي ردّ سريعاً على إسقاطِ طائرتِه في إدلب.. وبذلك استَحصلتِ السوخوي على ثأرِها مِن ال اف 16 في لغة تخاطب جوية رفيعة النار ومدروسة القرار وإسرائيل التي لجمت عدوانَها السريعَ لم تتمكّنْ من ضبطِ تصريحاتِها فاتّهمت ايرانَ اولًا باستهدافِ طائرتِها ثم لحق بها البيتُ الابيض الذي اعلن عن اتصالاتٍ كبيرةٍ عاليةِ المستوى بين الحكومةِ الإسرائيلية والادارةِ الاميركية وقال إنّ الرئيسَ دونالد ترامب غاضبٌ جداً من إسقاطِ إيرانَ الطائرةَ الاسرائيلية لكنّ غضب ترامب جاء بلا مضمون بعدما تأكّدت تل ابيب أن لا دورَ إيرانيًا في حركةِ الملاحةِ الجوية وأن معركتها هي حصرا مع روسيا وسوريا.. وهنا اختَلفت موازين الرد لكن.. حتّى ولو تَشرفّت ايرانُ بنيلِ جائزةِ إسقاطِ الطائرة.. فما  الفرقُ بينَ أن تنطلقَ مقاتلةُ الاف 16 الاميركية من مطارٍ عسكريّ إسرائيليّ أو أن تنطلقَ طائرةٌ ايرانية مِن مطارٍ عَسكريّ سوري؟ هي معادلةُ المِكيالَين التي تُجيزُ فيها اميركا لاسرائيل استباحةَ المِنطقة.. اما اللاعبون الاخرون فتضعُهم في خانةِ الأعداء.. وأيا يكن التقييم.. فإنّ إسرائيلَ وداعمتَها اميركا دَخلتا المجالَ الجويَّ السياسيّ الجديد.. والذي على اساسِه أعلنت تل ابيب في سابقةٍ تاريخيةٍ تراجعَها إلى الخلف.. مِن دونِ أن تَحتفظَ بحقِّ الردّ لا بل وَزعّت نداءاتِ استغاثة للمتطوعين.. ولسوءِ حظِّها فإنها طلبت النجدةَ مِن قاتلِها.

 

المنار

لعبت تل ابيب بالنار حتى اَحرقت كلَ معادلاتِها، وباتت ترتجي الروسيَ تهدئةً بعدَ طولِ تهديداتِها..

أكثرُ من كسرٍ للردعِ الاسرائيلي اصابَ ذاكَ الصاروخُ السوري، المنطلقُ من ارضٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ وشعبيةٍ صُلبة..

لم يضغط على الزنادِ الضابطُ السوريُ فحسب، بل دولةٌ ارادوها ساحةَ ولاءٍ لتل ابيب، او مشظاة ً بعيداً عن ميدانِ النزالِ معها، فانزلَ الصاروخُ السوريُ سلاحَ الجوِ الاسرائيليَ من عليائِه، ومعه كلُ المعادلاتِ والمخططاتِ التي رُسمت لسوريا على مدى سنوات،  ليرتطموا جميعُهم اسرائيليينَ واميركيينَ وحلفاءَهم او التابعينَ بواقعِ اَنَ سوريا عادت الى واجهةِ الجبهةِ بثباتِها وجديدِ معادلاتِها..

صاروخٌ سوريٌ كانَ اولَ الواصلينَ الى سماءِ القدس، التي اشتمَّت اليومَ رائحةَ احتراقِ العنجهيةِ الاسرائيليةِ ، وتنشقت أملاً وُثِّقَ بصاروخٍ اسقطَ طائرةَ الأف 16، فساوى يقينَ العارفينَ من سوريينَ ولبنانيينَ وفلسطينيينَ وايرانيين، وكلِّ محورِ المقاومين، اَنَ طريقَ القدسِ ليسَ ببعيد ..

اوسعُ ضربةٍ وأكثرُها فعاليةً يتلقّاها سلاحُ الجوِّ الاسرائيليُ منذُ العامِ 82 قالَ كبارُ قادتِهم العسكريين، وهو اولُ مؤشرٍ لما ستكونُ عليه الحالُ لو تمادت تل ابيب بالتصعيدِ قالَ آخرون..

وبينَ صافراتِ الانذارِ التي اَسكنت المستوطنينَ ملاجِئَهم، واسكنت حلفاءهم زوايا خيبتِهم، قولٌ للشعوبِ من أسوارِ غزةَ الى ساحاتِ القدس، ومن مرتفعاتِ الجولانِ الى دمشقَ واليمنِ وكلِّ لبنان، اِنه زمنُ العزِّ المسمَّى باسمِ فلسطين، وباسمِها كانَ بيانُ حزبِ الله الذي قرأَ بالتصدي السوري بدايةَ مرحلةٍ استراتيجيةٍ جديدةٍ تضعُ حداً لاستباحةِ الاجواءِ والاراضي السورية ، بل تطورٌ يعني بشكلٍ قاطعٍ سقوطَ المعادلاتِ القديمة..

ومن جديدٍ أكدَ اللبنانيون وقوفَهم الى جانبِ سوريا بوجهِ العدوان، مشتكينَ الاسرائيليَ لمجلسِ الامنِ ورافضينَ استباحتَه السماءَ اللبنانيةَ للاعتداءِ على الاراضي السورية..

(رصد الانباء)