بعد الجدل حول The Post… هل يُعاد النظر بمعايير مقاطعة إسرائيل؟

ليس غريباً على لبنان أن يطرح مسألة مقاطعة إسرائيل على كافة الصعد وهو الدولة الوحيدة في العالم العربي ربما التي تسلط الضوء على مصادر دعم الكيان الصهيوني عالمياً لا سيما على المستوى الثقافي والفني والإقتصادي والإجتماعي.
وفي هذا السياق، يبدو الجدل طبيعياً حول السماح بعرض فيلم The Post للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ في الصالات اللبنانية أو عدمه، على خلفية الدعم الذي قدمه سبيلبرغ لإسرائيل ضد لبنان ابان حرب تموز 2006 وتقديمه مساعدات لها.

إلا أن موضوع مقاطعة إسرائيل بات مهمة شبه مستحيلة في ظل التغلغل الإسرائيلي في العالم وعلى كافة الصعد، بدءاً من الاقتصاد حيث يستهلك العرب منتوجات شركات عالمية تدعم ضمنياً أو علنياً إسرائيل وقد تكون شركة “كوكا كولا” أشهر هذه الأمثلة وغيرها الكثير.

فيما لا يخف مشاهير من العالم تأييدهم للكيان الإسرائيلي ومشاهد بعضهم أمام حائط المبكى تأتي صادمة ومن بين هؤلاء نجوم من عالم الرياضة وهم الأكثر شعبية في العالم العربي.

أما فنياً، فتبدو المهمة أصعب أيضاً وحالة The Post تكررت مع غيرها من الأفلام وستتكرر حكماً في المستقبل.

فإن مسألة مقاطعة إسرائيل على أهميتها لا بد أن يكون لها مقاربة جديدة ومعايير مختلفة وإلا سيكون من المستحيل تطبيقها.

الأمر ينطبق حكماً على لبنان حيث تكون المهمة أصعب لا سيما عندما يكون العمل المقاطع لا يتعرض للبنان بحد ذاته، كما هي الحال مع The Post خاصة وأن مضمون أحداثه تتعلق حصراً بالحرب في فييتنام خلال الستينات ولا علاقة لها بلبنان أو بالنزاع مع العدو الإسرائيلي.

من نافل القول أن هذا الموقف لا يهدف بأي شكل من الأشكال لتشجيع التطبيع والتغاضي عن المقاطعة، إنما يدعو لمقاربة جديدة في هذا الملف الهام.

(الأنباء)