هل يلتقي جعجع باسيل قريباً؟

لم تكن العلاقة بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية في الآونة الأخيرة على أتمّ ما يُرام، وهو ما لم يعد خافيًا على أحد مع اهتزاز “وحدة الموقف” في أكثر من ملفٍّ حكومي، وإطلاق رئيس حزب القوات سمير جعجع قطار ترشيحاته للانتخابات المقبلة بالأسماء قبيل ملامسة الحديث حتى موضوع التحالفات مع التيار الوطني الحرّ ومعاييره المناطقية والتوزيعية.

تترنّح العلاقة بشكل متفاوت بين حينٍ وآخر، ولا يتركها عرّاباها الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان تتهاوى نهائيًا، إذ يعملان في كلّ مرةٍ على استدراك الأمور وتأكيد التحالف وتثبيته رغم “الاختلافات” لا الخلافات.

ورغم أن التيار الوطني لم يكن له رأيٌ حاسم من موقف جعجع إزاء أزمة الرئيس سعد الحريري في السعودية، إلا أنّ ذلك لم يكن كفيلًا بانسحاب قطيعة الحريري-جعجع على شراكة العونيين والقواتيين.

منذ ساعاتٍ، زار كنعان معراب حيث التقى جعجع في حضور الرياشي. وتأتي هذه الزيارة (18 كانون الثاني) بالتزامن مع ذكرى تبني معراب ترشيح العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة. وفي هذا الإطار علمت “الأنباء” أن “زيارة كنعان أتت استكمالًا للمشاورات التي بدأت منذ فترة وضمن سياق اللقاءات المستمرة لترسيخ العلاقة بين الشريكين المارونيين على أن تُستكمّل قريبًا بلقاء بين جعجع والوزير جبران باسيل (الأرجح مطلع شباط بعد عودة باسيل من قمّة الطاقة الاغترابية في أبيدجان).

ووفق معلومات لـ”الأنباء” حمل اللقاء مراجعة صريحة للفترة الماضية والثغرات التي اعترت العلاقة والتي لم تكن كفيلة بتدمير التفاهم الذي تمّ التشديد على ثباته واستمراريته. ولم يخلُ اللقاء من جوجلةٍ خاطفةٍ على التحالفات الواردة في بعض المناطق ومكاسبها وفق القانون النسبي”. علمًا أن حظوظ التحالف “المحدود” بين الفريقين لم تنتفِ نهائيًا في بعض الدوائر التي تحمل مكاسب مؤكّدة لهما، رغم أن التيار الوطني الحرّ لم يستسغ حكاية استعجال القواتيين في تسمية مرشحيهم من دون التنسيق مع مركزية التيار، وهو ما عبّر عنه القادة العونيون لنظرائهم القواتيين في غير مناسبة. فهل يتبلور مخططٌ تحالفي يدحض كلّ حديثٍ عن نهاية صلاحية التفاهم عند حدود المصالح الانتخابية؟ الأكيد أن المفاجآت بين هذين الطرفين بالذات واردة في كل الأزمان!

رامي قطار- “الأنباء”