تحية وفاء للمناضل الياس مرهج…./ بقلم د. منير كرامة

تحية الوفاء إلى المناضل الياس مرهج، وألف تحية صلاة إلى مسيرته النضالية التقدمية.

الموت يا رفيق من نسج الخيال، والحياة تتجدد في كل لحظة، وتثير فينا الذكريات النضالية، وتبقى ماثلة في الوجدان والذاكرة…

من أرومة تقدمية وفية للمعلم، انحازت منذ الخمسينات ونشأت مناضلاً ملتزماً رسالة التقدمية الإشتراكية، منذ مطلع الخمسينات، مناضلاً عنيداً، محطماً الأنماط التقليدية، مشاركاً في الثورة ضد الظلم والفساد والجهل، وكنت في كل تلك المراحل، عنواناً في مجد المعوش، وعلامة مضيئة في التاريخ النضالي لمعتمدية العرقوب الأعلى.

صفحاتك مليئة بالعطاء والتضحية والعمل الإجتماعي الصادق، طليعياً في الدفاع عن مسيرة الحزب التقدمي الإشتراكي، بحيث استطعت أن تحوّل بلدتك المعوش إلى مجدها التاريخي ومسارها التقدمي، من خلال صورة نضالك الزاهرة والصادقة، والجهد الوطني الذي بذلت خصوصاً في مرحلة التحضير لعودة المهجرين، وإرساء المصالحة التاريخية في الجبل. وتميزت بالعمل والجهد والتضحية في إرساء العودة وتثبيتها، إيماناً منك ببناء تجمع السلام والحرية والطمأنينة. ورغم مواجهتك الصعاب، أذكر كم كنت تزور المختارة، متخفياً كبائع خضار، لتمر على حواجز التقسيم يومذاك. لتضيء شمعة في ميلاد المعلم، أو وروداً حمراء، في ذكرى استشهاده، تأكيداً على عنادك وإصرارك السير في خطى ومواقف الحزب آنذاك، وكنت تنقل الرسائل المطمئنة، وتعمل على حشر الهمم، وتحفيز الرفاق، على الاستمرار والتمسك بمسيرة الحزب التقدمي الإشتراكي ومواقفه.

اليوم في رحيلك، أسمح لنفسي بأن أشارك نبع الصفاء، بدمعة صافية نقية على غيابك، وبأن أتلمس صلابة أرز الجبل، لأشهد فيك وبمسيرتك، وبعبق روحك الطاهرة. معاهداً لك يا رفيق بأنك وفي غيابك وما علّمت من أبناء رفاق أوفياء، لك و لخطك ونهجك التقدمي، تبقى في ذاكرتنا ووجداننا، وفي ذاكرة التاريخ، وفي ضمير الرفاق والأعزاء فمنهم تحية الوفاء، وتحية النضال، لمسيرة مناضل تقدمي، تبقى شعلة مضيئة وزاهرة في ذاكرة الجبل…

فهنيئاً لروحك التي آمنت برسالة النظام والبطولة والحياة، وتبقى ذكراك دائماً حيّة وماثلة في عائلتك، مع استمرار وتواصل الطريق النضالي، هذا هو العهد يا رفيق الياس مرهج.

(الأنباء)