جديد الإعلام اللبناني… استدراجُ ضيفٍ لتسليمه على الهواء!

قد يختلف اثنان على توصيف برنامج “هوا الحريّة” الذي يقدّمه الإعلامي جو معلوف: أهو برنامجٌ اجتماعي أم تربوي أم إصلاحي أم فضائحي؟ بغضّ النظر عن التوصيف الذي يتبدّل حسب كلّ مادة وفقرة، لا يمكن إلا الانجذاب الى بعض المواضيع المهمّة إنسانيًا واجتماعيًا وقانونيًا والتي يثيرها البرنامج ويحاول معالجتها بشتى السبل.

ما حصل في الحلقة الأخيرة على الهواء (المؤرّخة في 8 كانون الثاني 2018) لا يمكن الا التوقف عنده. ففي تلك الحلقة، وتحديدًا في قضيّة القاصر “عطور” التي ذهبت طوعًا الى بيت خطيبها “جنيد” من دون إكراه ومع ذلك صدرت مذكّرة توقيف في حقّ الشاب بذريعة “اختطافه” قاصرًا بناءً على شكوى من الأهل الذين ارتضوا تخطيب ابنتهم الى الشاب، وكان واضحًا الجشع المادي من خلال حديث الوالدة والخالة.

اما الاعلامي معلوف ففعل ما يجب فعله، منح كلّا وقته، لام الطرفَين، صرخ على الهواء بسبب الفوضى… كلّ ذلك حدث من دون أي استفزاز للمشاهد الى أن حضر عناصر من القوى الأمنية ودخلوا الاستوديو واعتقلوا الشاب جنيد وسط صراخ من عطور التي أبت تركه يذهب والعودة الى منزلها الأبوي.

المغردون والفايسبوكيون علقوا على ما جرى في الحلقة والمنتقدون منهم اعتبروا ما حصل استدراجًا صريحًا للضيف لتسليمه على الهواء. الانتقادات اللاذعة التي طالت معلوف دفعته الى تسويغ ما حصل بأن هناك مذكّرة توقيف في حقّ جنيد، مؤكدًا أنه يتحمّل مسؤولية ما حصل على الهواء والذي كان يجب أن يحصل بعيدًا من عيون المشاهدين.

ورغم توضيح معلوف، الا ان “هوا الحريّة” هذه المرة استحال الى “هوا القبض على حريّة” شابٍ ذهبت إليه خطيبته طوعًا وبلا ملامح خطف لتهدد بعدها بالانتحار في حال إبعادها عنه.

رامي قطار- “الأنباء”