فرنسا تسعى لاستعادة دورها في المنطقة… من بوابة سوريا

منذ الدور الذي لعبته فرنسا بعيد إستقالة الرئيس سعد الحريري، يبدو أن الإليزيه، يستعد لاضطلاع باريس باستعادة دورها السياسي البارز على ساحة الشرق الأوسط، إذ في ظل النأي بالنفس الذي دعمته على الصعيد اللبناني، تريد فرنسا الدخول في مساع جديدة في المنطقة، كانت قد بدأت التحضير لها من خلال زيارة مسؤول أمني فرنسي إلى طهران الشهر الفائت، للعب دور الوسيط بين ايران والسعودية لتخفيف حدّة التوتر. واتخذت فرنسا موقفاً واضحاً يرفض الإطاحة بالإتفاق النووي مع إيران، والعمل على تطبيقه بحذافيره مع الضغط على طهران لتقديم تنازلات ووقف التدخل في شؤون الدول العربية.

ستسعى فرنسا للإضطلاع بدور بارز على ساحة الشرق الأوسط، وهذه المرّة من البوابة السورية، إذ تشير مصادر مطّلعة إلى أن الفرنسيين، يعدون لخطّة عمل سياسية بالتعاون مع عدد من عواصم العالم، لمواجهة الإرهاب، وهذه النظرية مبنية على الإستراتيجية الأميركية لمحاربة الإرهاب، ولكن أدخلت إليها فرنسا بعض التعديلات، والتي تتركز حول وجوب مواجهة بقايا تنظيم داعش والقضاء عليهم ومنعهم من التأثير في أي ميدان أو ساحة، كما تتركز حول وجوب مواجهة الوجوه الأخرى للإرهاب وفق التصنيف الفرنسي، وهذا ما تتفق به باريس مع كل من واشنطن والرياض وعدد من العواصم الأخرى.

ستعمل فرنسا على بلورة فكرتها من خلال تنظيم عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، على أن لا يقتصر البحث على مواجهة تنظيم داعش، بل التنظيمات المسلّحة الأخرى، ومن بينها المجموعات أو المنظمات المدعومة من إيران، كحزب الله في لبنان، أنصار الله في اليمن، والتنظيمات المسلحّة في العراق. والهدف من ذلك هو العمل على تفكيك هذه التنظيمات، لمساهمتها في ضرب الإستقرار، أو في تغذية عوامل التطرف لدى جهات نقيضة كداعش والنصرة.

ولا يبدو ان الحراك الفرنسي سيقف عند حدود عقد مؤتمر لذلك، لا بل هناك توجهات دولية وأوروبية بشكل خاص، تريد الذهاب بعيداً في هذا التحرك، وطرح هذا الملف على طاولة مجلس الأمن، وذلك لإصدار قرار أممي يمنع وجود أي سلاح خارج إطار مؤسسات الدولة، على أن يشكل هذا القرار مقدّمة لإرساء حلول سياسية في الشرق الأوسط، ويعمل على تخفيف التوتر.

ربيع سرجون – الانباء