مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

د. صلاح ابو الحسن

كما ايران كما كل الأنظمة الديكتاتورية والتوتاليتارية التي لا تعترف بوجود شعب فيها، الناس في هذه الأنظمة هم مجرد ارقام، المصفقون والزجالون والمدّاحون هم الشعب “الحقيقي”، والباقون ليسوا سوى عملاء وجواسيس ومرتزقة ودمى للخارج.

فهم “جرذان قذافية” و”عملاء أسدية” و”متآمرون ترامبية” و”جواسيس نتانياهوية”، وغير المصفقين جاليات غريبة في الوطن، هم مندسون غير مرغوب فيهم، ومكانهم إما السجن وإما القبر، والمحظوظون و”المولودون الجدد” هم من أسعفهم الحظ بالفرار او اللجوء في اصقاع العالم، ونظرية “المؤامرة” “ماركة” عربية بإمتياز.

في الأنظمة الديكتاتورية والتوتاليتارية والعسكرية والمخابراتية، لا مكان للتنوع او الإختلاف سياسيا، ولا مكان للحريات العامة والسياسية والفكرية، ولا مكان للرأي الحر، ألم يقل بشار الأسد إن سوريا اكثر نقاء وصفاء من دون النازخين؟!

ما يميّز ثوار ايران عن ثوار “الربيع العربي”، انهم دون قيادة، فهم رفضوا لعبة 8 و14 آذار اللبنانية، ولعبة معارضة وموالاة السورية، ولعبة الثورات الملونة الإيرانية، او لعبة الطوائف والمذاهب والإثنيات العربية، فوضعوا كل السياسيين الإصلاحيين والمحافظين وكل الأحزاب الإسلامية، في سلة واحدة، وفي إيران مسموح فقط للأحزاب الإسلامية، الكل يعني الكل. حسن روحاني وخامنئي وجهان لعملة واحدة، فـ”حرس” علي خامنئي و”حرس” روحاني جمعتهم المصيبة، وباتوا “حرسا واحدا” فتضامنوا ضد ثورة الشعب الإيراني.

الجياع والمطالبون بالحرية والرافضون لتوزيع ثرواتهم، وهي ضخمة، هدايا وهبات تُصرف على الخارج لتوسيع امبراطوريتهم الفارسية وهلالهم الشيعي هم الثوار، فنصف الشعب الإيراني تحت خط الفقر، سبعة بالمئة يمتلكون 90 % من ثروات ايران و30 بالمئة عاطلون عن العمل.

توزعت الهبات على كل شيعة العالم بعد ان بات الهلال الشيعي” اولا، وشعب ايران خامسا. فشيعة لبنان وعلويو سوريا وشيعة العراق وشيعة البحرين واليمن اكثر اهمية من الشعب الإيراني، لأنهم يحققون للنظام “حلم الهلال”، حتى المسيحيين والسنة “المتشيعين” ضمتهم ولاية الفقيه الى “هلالها”، ونالوا وخلعت عليهم المعونات والهبات.

iran1

نعم وباختصار، فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية حرثت وزرعت وروت في الخارج”، في دول “الهلال” وعلى مدى اربعين عاما، خدمة لمشروعها، فيما تركت ارض ايران “بورا” قفراء!..

منذ اربعين عاما تُهدر أموال إيران على حزب الله العابر للقارات، وعلى الحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري “السليماني” في سورية”، ولدعم الحوثيين في اليمن “الحزين”، وعلى “قاعدة” بن لادن. وحده حزب الله في لبنان يصله 800 مليون دولار سنويا من ايران عدا مداخيله “الخاصة” غير “المنظورة”.

الحرس الثوري الإيراني التابع مباشرة الى وليّ الفقيه علي خامنئي يسيطر على القسم الأكبر من عائدات ايران، حتى المليارات التي أفرجت عنها الولايات تامتحدة عقب الإتفاق النووي استخدمها الحرس الثوري الإيراني في سوريا، فيما يتساءل الشعب الإيراني عن جدوى ميزانية “الحرس” اذا كانت تذهب لحماية الديكتاتور بشار الأسد الذي يقتل شعبه؟. علما ان الجدل في ايران واسع جدا بين فئات الشعب الإيراني حول جدوى التدخل في سورية وفي دول الهلال الشيعي.

من هنا، يمكننا تعريف “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” بانها “جمهورية الحرس الثوري الإيراني” او “جمهورية وليّ الفقيه يحي رحيم صفوي” ونائبه قاسم سليماني.

واخيرا، فان كل ما تقدم لا يعني ان ثورة الشعب الإيراني مصيرها واضح ومعروفة النتائج، الفارق بينها وبين حركة 2009، او الثورة “الخضراء” انها كانت محصورة في طهران وضواحيها وعنوانها محدّد، بتزوير الإنتخابات الرئاسية، لصالح احمدي نجاد وكان شعارها “اين صوتي”؟ ولم تُرفع فيها شعارات إجتماعية أو سياسية. فيما ثورة اليوم اجتماعية سياسية بامتياز، وانتشارها في أكثر من سبعين منطقة لها دلالات لافتة، خاصة انها رفعت شعارات واضحة ضد النظام الإيراني وضد وليّ الفقيه علي خامنئي.

صحيح ان هناك من يرى أنها مشابهة لثورة الإمام الخميني عام 1979، ضد شاه ايران محمد رضا بهلوي. فهل ستكون ثورة الخميني الثانية ضد خامنئي وروحاني، لكن علينا ان ننتظر لنرى، فالحرس الثوري متمرّس في القمع، وازدادت خبرته الميدانية بعد قمع الثورة السورية، قد تكون ممارسة القتل والإبادة للشعب السوري أسهل عليه من قتل وابادة شعبه، لكن يبقى على الشعب الإيراني ان لا يراهن على مواقف الخارج وأصدقاء الخارج، وان يتعلم الدرس من تجربة سوريا.. فالقوى الذاتية اجدى وانفع.. وثقوا ان ولاية الفقيه شأنها شأن كل الأنظمة التوتاليتارية عمرها قصير ولا مستقبل لها، والقرارت الدولية لا قيمة لها، فـ”الفيتو” دائما حاضر، لكن “فيتو” الشعب أهم.

فـ”الإنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!

حقيقة تؤلمك خير من كذبة ترضيك