عرب بلا عروبة!/ بقلم أجود خداج

في عصر العولمة، ترتسم علامات إستفهام حول سياسات الحكام في الوطن العربي. فكل دول العالم تعمل على استجماع قواها والانفتاح وفق المصالح القومية والإقتصادية لشعوبها مع التطلع إلى فتح أسواق جديدة واغتنام فرص الكسب من الموارد الطبيعية للشعوب الضعيفة مستغلين جهلهم وضعفهم وهشاشة أنظمتهم ليحققوا أرباحاً مالية ومواقع سياسية تخدم مصالح بلادهم.

 

أما العرب فمنغمسون في حروب داخلية اضعفتهم وقسمتهم وإستنفدت قدراتهم العسكرية وأضاعت قضيتهم المركزية فلسطين، ولا همّ لحكامهم سوى الحفاظ على عروشهم، يتنازلون عن السيادة ويوزعون الهدايا شمالاً ويميناً على الأنظمة القوية لقاء حمايتها.

 

فما يجري من معاهدات في سوريا بين بشار الأسد وروسيا أن الشعب السوري هو الخاسر الأكبر لأن الميزان التجاري والمعنوي راجح بنسبة عالية لمصلحة الروس اقتصادياً وسياسياً، بل أكثر من ذلك أصبح الروس شركاء في أرض ومياه وأجواء سوريا، ناهيك عن استفادتهم من الموارد الطبيعية والنفطية.

 

أما ما أعلن عنه في السودان أن تتنازل جمهورية مستقلة عن أهم جزيرة لها في البحر الأحمر لصالح دولة استعمرتنا أكثر من أربعماية سنة دون شفقة أو رحمة وكأنهم يقولون لشعوب العالم ‘قاطبة’ نحن العرب لا نستطيع العيش بكرامة اعتدنا على الذل والاستعمار و”اللي بغير عادته بتقل سعادته”.

 

والمحزن المبكي تلك الأحاديث التي تجري على ألسنة دبلوماسيين عرب بان إسرائيل ليست عدوة ولا خلاف استراتيجي معها ويمر هذا الكلام مرور الكرام و كأن شيئاً لم يكن.

 

والأخطر هو ما يجري في فلسطين المحتلة من جرائم بحق أطفال الحجارة رجال الكرامة وما يتعرضون له من قهر وتعذيب على أيدي الجنود الصهاينة أما العرب نائمون.

 

وهل من المعقول ما تتعرض له أمتنا العربية من استغلال واحتلال واغتصاب وقتل ودمار وتهويد ولا حياة لمن تنادي؟

 

أهو غضب إلهي على أرض المقدسات هذه النعمة الإلهية التي منّها الله على العرب ولم يعرفوا قيمتها بل نجّسوها بأفعالهم فانقلب السحر على الساحر.

 

أم استهوانا العصر الجاهلي فأعمانا الجهل ودمرنا حضارتنا بأيدينا لنعود مستعمرات للغرب؟ أم بداوتنا انتصرت فينا لنتخلى عن القيم والأرض والتاريخ؟

 

بالله من يدري ما يدور في فلك هذه الأمة، فليخبرنا وله الأجر والثواب قبل أن يعم الخراب.