في مئوية كمال جنبلاط/ بقلم غازي صعب

… نشتاقك،

نشتاق إلى السنابل
المبللة بعطر النقاء،
إلى الرؤية
المشبعة بالحقيقة.
نحن، الذين اغتسلنا بحرفك
الذي صار نقشا على شفة الأديم..
صار أقمارا،
على عشب الطريق،
حيث للضوء انكسار الحب
في تفاصيل العيون..
ودم، يلوّح للزهور فوق الأرض
قاصيها ودانيها..

نحن الذين، أدركنا زمانك،
الشمس كانت تمد سواعدها،
يتنفس أحدنا الأخر،
والصهيل كان في كل عِرق..

ومد الدهر أنيابه السوداء
فوق سماء النهر،
مارس القدر سطوته،
ترنح اللون الربيعي تحت قدميك،
تمزق التاريخ إلى أشلاء،
وغدت الحياة فارغة من الحياة..

تعلمنا، كيف نهادن الموت،
والظلم، والقهر، والعهر،

.. وها نحن، والفكر،
في كل الدساكر، والأماكن ..
رجالا تمشي خلف رجال،
نساء تمشي خلف نساء،
جيادا، تركض خلف جياد..
وما جفت عيون الفجر..

نحن، هنا ..
تعلمنا، مع الوليد،
كيف، نعشق الحرية،
كيف نرتدي الشمس وشاحا،
كيف نصاحب الريح،
كيف، تشمخ الهامات..
كيف يرتعد الشرق على وقع أقدامنا، وكيف تستيقظ الكلمات.

(*) مدير المكتبة الوطنية في بعقلين