عهد فلسطين/ بقلم أجود خداج

عهد التميمي إبنة السابعة عشرة من عمرها عاهدت الله والوطن بأن تكون واحدة من اللواتي خلّدهُنّ التاريخ وأصبحن مضرب مثل في الدفاع عن أوطانهنّ، كجميلة أبو حيرد وجميلة بوعزة وجميلة بوباشا، وأن تتقمص خنساء العرب عنوان التضحية والفداء.

عهد التميمي تعهدت بأن تسلك مسيرة أبيها في دروب النضال من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية وحماية القدس وحفظ المقدسات بأهداب عيونها.

عهد التميمي قطعت عهداً على نفسها بأن تكون رمزاً للجيل الجديد الباحث عن الحرية، وهذه وصية أبيها لها بأن تبقى حاملة رمز الحرية والمقاومة.

عهد التميمي تسأل الملوك والرؤساء العرب ماذا فعلتم يا أصحاب العروش البائدة من أجل فلسطين؟ أين العهود التي قطعتموها على أنفسكم بتحريرها وحماية القدس؟ أينكم يا عرب النفط مما يحصل لفلسطين؟ أين الدول الممانعة من تهويد القدس؟ لقد ذهبت كل الوعود وذهبت الهدايا التي أغدقت على ترامب وابنته، فكان الرد بقرار أميركي ترامبي بأن القدس عاصمة لاسرائيل.

أينكم يا عرب النفط ويا حكام العروش مما يجري لفلسطين؟ أليس القدس إحدى القبلتين وأولى الحرمين؟  فإذا كنتم تخافون القتال خوفاً من الموت أو خوفاً على ثرواتكم فبئسا عليكم أيها المارقون.

مقدساتكم تدنس وأنتم تتفرجون، شعوبكم تنزف جوعا وأنتم متخمون، إنكم أحياء بل أموات، جهنم تنتظركم نتيجة أفعالكم وخطيئة أطفال فلسطين وما يصيبهم من عذاب وقهر على أيدي المتغطرسين الصهاينة وعلى مرأى من عيونكم ومسامعكم ولا حياة لمن تنادي.

ليتكم تتشبهون بعهد التميمي، وليتكم تقتدون بعمر المختار وسلطان باشا الأطرش وصلاح الدين وكمال جنبلاط وعبد الناصر كي يخلّدكم التاريخ. أما إذا ما بقيتم بهذا الصمت سيأتي يوم تندمون فيه على فعلتكم. فأقل ما يمكن أن تفعلوه مقاطعة البضائع الإسرائيلية و الأميركية وكل الدول المتواطئة على نقل سفاراتها إلى القدس والتي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل.

أقله اسحبوا ودائعكم من مصارف هذه الدول، إنها الفرصة الأخيرة لكم يا عرب النفط والفساد ويا عرب الذل والعار.

عهد التميمي ستُذكرين ما حييت مفخرة لكل العرب وقدوة لكل الجيل الصاعد الذي يبغي الحرية ويؤمن أن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء.

عهد التميمي أنت اليوم النجمة الساطعة في دنيا العرب، حماك الله وألهم الحكام العرب أن يستعيدوا شيئاً من المروءة والشجاعة وان يهبوا لنجدة فلسطين القضية والوصية.