يا قدس عذراً / ربيع الحوراني المصري

ربيع الحوراني المصري

لو أن أحدكم
قد حرر من فلسطينَ
شبرا
لآمنّا بدمعِهِ
يُذرف على القدس
نهرا

كلّكم تنادون أيا قدس
قادمون
ثائرون
صامدون
والأقصى مثل القدس
يضحك في سرِّه
ولا يعلن للناس سرَّه

كلّكم تحكمون شعوبكم
بإسم القدس
والقدس بريئة مما ترتكبون
بإسمها
والقدس منسية
إلا في زعيق المنابر
وفي كلام الشعر
وتحريرها
لا يحتاج صراخاً
ولا يعرف نوحاً
وشعرا

لو أنكم أعدتم
إلى فلسطينَ
كمشة تراب
أو غصن زيتون
أو شعاع شمس
لصدقنا أن بينكم قائداً
نمشي خلفه نحو القدس
سيرا

لكنّكم تزايدون
بإسم القدس
وتغتصبون أحلام الشعوب
بإسم القدس
وتلتهمون أيام الشعوب
بإسم القدس
والقدس وحيدةٌ
بعيدةٌ
وشهيدةٌ
لا تجدُ في الأرض
كل الأرض
من المحيط إلى الخليج
وأبعد من الخليجِ
قبرا

لو أنكم حملتم مع أطفال القدس
حجرا
لقلنا قد يكون خلاص القدس
على أيديكم
لكن أيديكم حملت إلينا
وإلى القدس
كلاماً
وكذباً
ومكراً
وغدرا

كلكم تتفجعون على رحيل القدس
وأنتم تلتقون الصهيونيّ
ليلاً
فتتفاوضون
وتتآمرون
وتتضاجعون
وترجعون فحولا على شعوبكم
تخافون على النساء من عهرٍ
أوليس ما ترتكبون … عهرا؟!

كلكم باع القدس
لألف سببِ
أكان ضعيفاً من بني عربٍ
أو مزايدا بأساطير النصر
على العربِ
كلكم سلّم في ليل الجبانة والتخاذل
مفاتيح القدس
للمغتصبِ
قبل أن يصيح الديك فجرا

كلكم تستعملون القدس
وتتوسّلون عذاب القدس
لقتلنا
لسحقنا
وتتقاتلون أمام عيون القدس
وقهقهاتِ مغتصب القدس
ومن في القدس
سلّم لله أمرَه

وداعاً يا عزيزني القدس
وصبرا
صبراً على الجراحِ …
وعذرا