محمد حسن الأمين في مئوية كمال جنبلاط: ما أجمل الحزن في عينيك

أراكَ في الريحِ،
في الأمطارِ،
في السُحُبِ،
في الشَمسِ،
غابَت ْعنِ الدُنيَا،
وَلمْ تَغِبِ.
في النهرِ،
فِي القهرِ،
في الصدرِ
الذي افتَتَحَ
الرصاصُ فيهِ
شبابيكًا من الذَهَبِ.
أراكَ فِي عَتمَةِ الوِديانِ،
في جَدَلِ الآتينَ مِن
غورِها بالَماءِ والعُشُبِ.
أراكَ فِي دَمعةٍ
لمْ تنحدِرْ،
وَدَمٍ لمْ يَنْهَمِرْ،
وَدَمٍ مُعْشَوشِبٍ سَرِبِ.
في الأرضِ،
في النَبْضِ،
في الأشجَارِ،
في مطرٍ أبهَى،
وَفِي الهَامَةِ الأعلَى
مِنَ الشُهُبِ.
مَن أنتَ؟
هلْ قمرٌ إلَّا اشتَهَى غَرَقًا
فِي قَوسِ عَينيكَ
بينَ السُهْدِ والتَعَبِ؟
هلْ نَجْمةٌ، وردةٌ،
إلَّا انتهَى دَمُها إليكَ،
وَانغرَسَتْ في صدرِكَ الرَحِبِ؟
مَا أجمَلَ الحُزنَ فِي عَيْنَيْكَ!
إنَّهُمَا بُحَيْرَتَاِن
مِنَ الأَْشفَاقِ،
والحَدَبِ.

(الأنباء)