خارطة طريق إلى الحُريَّة/ قصيدة لأنور سلمان

فلسطين وقدسها كانا يسكنان وجدان وقلب الشاعر الراحل انور سلمان، وكما كل عروبيّ أصيل يخاف على فلسطينه من ان تضيع في زمن التخاذل والردة عن العروبة، كان الشاعر سلمان قلقاً، لكنه في الوقت نفسه كان مؤمناً بأن فلسطين لا يعيدها سوى ثورة أطفال الحجارة، حجارةٍ من طين فلسطين تتحول قنابل يدوية.

 

خارطة طريق إلى الحُريَّة

الحريَّهْ.
الحريَّهْ.
أنشودةُ كلِّ شعوبِ الأرضِ،
ونجمةُ ليلِ الأوطانِ.

في وطني ليس لها بيتٌ…
في وطني ليس لها صوْتٌ،

إلا في صُحُفٍ يوميَّهْ
بقيَتْ تحلُمُ بالحريَّهْ!
تُلْبِسُها شتَى الألوانِ.
تُطلِقُها شمساً…
تُشْرعُها
سيفاً في وجهِ الطُّغيانِ.

تحملُها
للقدسِ هديَّهْ!
ووِسامَ فداءٍ،
وتحيَّهْ!

فتُمنِّيها بالتَّحريرِ
الطّالِع مِنْ غَسَقِ الأجفانِ.

وبزَحْفٍ عربيٍّ آتٍ
يمحُو آثارَ العُدْوانِ.

ودموعُ القدس العربيَّهْ،
تشربُها شمسُ الأحزانِ!
*
في وطني… والغُربةُ زادي.
في زمنٍ
يغدو الحقُّ بلا صوتٍ…
تُمسي الأقلامُ
وراءَ الحاكِمِ جوْقَةَ إنشادِ،

أمشي… وبقايا تاريخي
تُلْبِسُ أرضي ثوبَ سوادِ!

أبحثُ عن جَمْرٍ مُشتعِلٍ
لم يُطْفِئْهُ رُكامُ رمادي.

عن وجْهٍ، بعضُ ملامِحِهِ
من بعضِ ملامحِ أجدادي.

مَنْ ينبشُ من أرضِ بلادي
صفحاتِ المجدِ المَطْويَّه؟…
مَنْ يفتحُ درباً للتحريرِ،
ويعبُرُ جسرَ الحريَّهْ؟
*
الصَّلواتُ شجونٌ مُرَّهْ!

ونداءُ الأصواتِ الحُرَّهْ
أصداءٌ… أصداءٌ غامَتْ

في وَقْعِ الخطوةِ في الشَّارعْ.
وامتزجَتْ مع صوتِ البائعْ.

يا وطني…
يا وطني الضَّائعْ!
ألعالم قَلْبٌ من حجرِ
في عصرِ الذرَّةِ والنُّورِ.

في عصرِ استنساخِ البشر…
عصرِ الانسانِ المقهورِ.

عصرُ الحَيْرةَ واللاَّأدري!
العالمُ… في هذا العصرِ،
لا يعرفُ معنى الحريَّهْ.
– ألحريَّةِ للأوطانِ –

لا يسمعُ صوتَ الحريَّهْ…
لا يسمعُ صوتَ الإنسان!
*
يا أرضَ القُدْسِ العربيَّه
يا حُزناً في وجهِ صبيَّهْ،
ومواعيداً،
نسِيَتْها أفراحُ الاعيادِ
وكانتْ للدُّنيا عيداً.
يا ليلاً طارَ بأغنيَّهْ!…

يا جُرحَ الحقِّ المُغتصَبِ،
وعبيرَ الطُّهْرِ المنسكِب
فوق الجبهاتِ المتعوبَهْ.
والمخْضوبَهْ.
بدخانِ الثورةِ واللَّهَبِ…
بدماء القُدْسِ المصلوبَهْ!
*
ثُوري… يا قُدْسُ،
فلنْ يُغلَبْ
حقٌّ بدمٍ حُرٍّ يُكْتَبْ.

ثُوري… يا قُدْساً عربيَّهْ.
يا سيفَ التاريخ الذّهبي…

يا لؤلؤة َالوطنيِ العربي.

من دونكِ، كلُّ عواصمِنا
أسماءٌ من دون هُويَّهْ!

يا مَنْ تتعمَّدُ يومياً
بالجُرْحِ…
فداءً لقضيَّهْ.

يا أرضاً،
طينُ حجارتِها
يتحوَّلُ في أيدي الأطفالِ
قنابلَ نارٍ يدويَّهْ!…
ثُوري وحدَكِ للحُرِيَّهْ.

ودَعي أعرابَ المؤتمراتِ…
فسيفُ عروبتِهمْ صدِئٌ،
وهُمُ
أحياءٌ أمواتٌ.
لا يُعْطَى الامواتُ هَويَّهْ!
#أنور_سلمان