الى المعلم…

نهاد الضاروب

أنباء الشباب

كم من السنين مرّت وصوتك ما يزال يصدح في كل آن وحين، وفي كل مكان، يخاطب وجداننا وعقولنا، فما منا الا ان نحاول نقارب افعالك، ونردد أقوالك…

في هذا الزمان العصيب كم يحتاج العالم الى كمال جنبلاط، في زمن سياسة التخاذل، في زمن غابت فيه الانسانية.

لبنان الحلم قام بولادتك، وباستشهادك، عاد لبنان ليكون حلم..

ما احوجنا اليوم لولادة جديدة لبلد اصبحنا فيه مهاجرين مشردين نبحث عن بارقة امل، لبلد اضاع فيه ابناؤه هوية كان زرع المعلم في قلوبهم تعلقهم فيها وانتماؤهم لها، ما احوجنا لعلمك ورؤيتك وانسانيتك..

هل اصبحت تلك القيامة حلم آخر يتبدد؟ هل اصبح الحلم مستحيل؟ هل اصبح خروجه وخروجنا من ذاك السجن الكبير مستحيل؟ هل سيبقى ابنائه يبحثون عن هوياتهم بعيدا من هويته؟

وعد منا معلمي ان نبقى على مبادئك، وسنظل نبحث عن لبنان الحلم، الذي استشهدت من اجله، لكي نصل الى تلك المحطة التي وعدتنا بانها آتية، حيث “تتحطم جدران الطوائف ليبقى لبنان الحقيقي شعبا ودولة ليمثل على هذه الارض الكريمة نبضة حية للامة العربية كلها”. ها هو العالم العربي ينزف دما ويبحث عن حريته وها هي فلسطين وحدها تنازع.

وها هو الشعب ينادي باسمك ويكرر “طال ارتحالك ما عودتنا سفرا. ابا المساكين ارجع نحن ننتظر”.

(أنباء الشباب، الأنباء)