المئوية الخالدة!
د. وليد خطار
5 ديسمبر 2017
تحل الذكرى المئوية لميلاد معلمنا وملهمنا ومؤسس حزبنا كمال جنبلاط.
الكثير من الكتب تناولت حياته المعطاء في الأدب، والفلسفة، والفن، والشعر، والرسم، إلى جانب حياة سياسية صاخبة بمشاريع إصلاحية، ومحاولات تغييرية، للواقع المرير الذي يعيشه شعب لبنان والمنطقة العربية.
وبعد مائة سنة على الولادة، وأربعين سنة على الشهادة، نستعرض هذا العطاء الغزير في فترة سياسية قصيرة بالنسبة للقدر الذي كان له بالمرصاد.
١٩٤٣-١٩٧٧ هو العمر السياسي والأدبي لكمال جنبلاط قدم فيها من المؤلفات وفِي جميع المجالات ما يشبه المعجزات في العطاء والغنى والمحتوى لعشرات الكتب حاولت ان أورد عناوينها ولكني تأهبت من ملل القارئ لهذا سأكتفي بالقول ان عددها تجاوز التسعين مؤلفاً للمعلم وكتب عنه أكثر من عشرين مؤلفاً في مختلف اللغات وفِي جميع الاتجاهات الأدبية والسياسية التاريخية والحقيقة أن من أهم المؤسسات التي رعاها رئيس الحزب وليد جنبلاط هي الدار التقدمية التي أرشفت وجمعت وطبعت تراث كمال جنبلاط الفكري والسياسي والأدبي إضافة لما كتب عنه من مقالات ودراسات في الصحف والمجلات والكتب في لبنان والخارج.
إن الإرث الذي تركه لنا هذا المفكر الفذ الكبير كمال جنبلاط.
إن هذا الإرث الكبير هو إرثه الحقيقي للرئيس وليد جنبلاط ولتيمور جنبلاط ولجميع من آمن به معلماً وقائداً ورسولاً.
وبعد مائة عام على الولادة وأربعين عاماً على الشهادة يبقى تراثه الفكري والأدبي والسياسي المرجع الأساس لقيادتنا ولنا وكل من أمن بأن الإنسان هو الغاية.
يمر على ذاكرتي دائماً كيف استطاع معلمنا الخالد من تقديم هذا التراث الكبير المميز في هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبيا إلى جانب مسؤولياته الوطنية والسياسية والإجتماعية، كيف إستطاع التنسيق بين كل المجالات التي عاشها وقادها بحرفية بالغة وبين عطاءه الغزير الذي لم يقدم مثيلا له كبار الأدباء من احترف وكرس مجمل وقته للكتابة والأدب.
ألف رحمة لروحك يا معلمي، يا من زرعت في نفوسنا المثل العليا في أدب الحياة نعود إليك دائما لننهل من تراثك ولا نرتوي.
*عضو مجلس قيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي
(الأنباء)