مصر أم العرب

د. وليد خطار

عندما تهبط الطائرة في مطار القاهرة الدولي قادما من بيروت، تشعر هذه الأيام انك انتقلت من حضن الوطن الى حضن الأم.

لا عجب لهذا الشعور، ونحن جيل من تربى على العزة العربية، التي زرعها الزعيم جمال عبد الناصر في ذاكرة كل من تحدث بلغة الضاد.
لا عجب بهذا الشعور، ونحن من أمن ان العروبة تيار يخترق حواجز الطوائف والدول، على كامل هذا الوطن العربي الممتد من المحيط الى الخليج.

لا عجب بهذا الشعور، عندما نرى أنفسنا بأخوة لنا، عايشوا عبد الناصر ولا زال الأمل معقود عندهم، بأن لا نهضة لهذا الوطن العربي اذا تيتم.

وصلنا الى مؤتمر جمعية جراحي الأسنان المصريين والتقينا مع زملائنا العرب الذين لا تجمعهم في غربة أوطانهم سوى القاهرة، بانفتاحها، وحضنها الجميع بغض النظر عن مواقف الأقطار العربية من مصر، المهم ان الام لا تمنع احدا من اولادها العودة الى حضنها الدافىء المحب، والحاضن للعرب اجمعين.

المؤتمرات العلمية لها عدة أوجه اضافة الى الموضوع العلمي، وهذا ما يفهمه المصريين جيدا، فهم يستمدون من الضعف المادي مقارنة مع غيرهم من الأقطار، يستمدون من إيمانهم لجمع الأمة في بوتقة واحدة.

قليلة هي الدول التي لم تتمثل في إجتماع إتحاد أطباء الأسنان العرب الذي كان على هامش المؤتمر والذي تفانت مصر لأجل نجاحه.

لا تغيب السياسة عن لقاءاتنا بزملائنا العرب المتأففين من أوضاعنا الإقليمية في دولنا جميعا الا المصريين المتأملين دوماً بأن الشعب الذي أنجب رمز من رموز وطننا العربي في القرن العشرين لا بد انه قادر على حماية هذه الأمة وما زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى القاهرة ولقاؤه الرئيس السيسي قبل عودته الى بيروت وكأنه مر لأخذ بركة الام قبل العودة الى الوطن.

مصر1

رغم الأوضاع الاقتصادية القاسية التي يمر بها الشعب المصري ترى التفاؤل والالتزام بقيادة الرئيس السيسي على أوجه الجميع .

هذه الزعامة التي تلعب دوراً كبيراً في حلحلة الأزمات العربية، الى جانب عملها الدؤوب لاستصلاح الأراضي، لرفع ارتهان مصر للخارج بالنسبة للقمح بشكل أساسي. ولا ننسى ما يشكله سد النهضة الأثيوبي من ضغط مادي ومعنوي على مصر وهي هبة النيل.

منذ زيارتي السابقة قبل سنتين تضاعف سعر الدولار بالنسبة للجنيه المصري والملاحظ ان هذا لم يؤثر على الدورة الاقتصادية الا بشكل جزئي.

قفزت مصر بعدد سكانها عن المائة مليون ليت العرب يستدركوا انهم اذا لم يوظفوا جزء من أموالهم لدعم مصر سيندمون ويبكون دما عندما لا ينفع البكاء.

*عضو مجلس قيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي

(الأنباء )

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!