لا تنسوا فلسطين
منير بركات
20 نوفمبر 2017
بعد ١١ ايلول زار الملك عبدالله بن عبد العزيز الولايات المتحدة الأميركية سنة ٢٠٠٢ والذي استقبله فيها جورج دبليو بوش حيث لم يتوقع الاميركيون أن يقدم الرئيس كل هذا الترحيب لقائد دولة.
بعد اللقاء المطول بين الرجلين لوحدهما مع مترجميهما فقط، أصر الملك عبدالله على أن يشاهد الرئيس بوش مشهد فيديو مدته عشر دقائق أحضره معه ويتضمن تقارير إخبارية عربية عن فلسطين. هذا ما يشاهده شعبه كل ليلة على التلفزيون. أخبره عبدالله إن هذه الصور تدخل مباشرة إلى بيوتهم. أغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول لبوش:”يجب أن تصلح هذا”. خرج بوش من الإجتماع مصدوما نوعا ما، لكنه أعجب بصراحة عبدالله.
“هذا رجل يمكن الوثوق به”، قال بوش لمساعديه،”وهو يخبرني بالأمر كما هو.
أما الآخرون فيقولون اي شيء عندما يأتون إليّ، ثم يعودون إلى أوطانهم ليقولوا شيئاً آخر مختلفا”.
على الرغم من جراحات الحادي عشر من أيلول بقي عبدالله مشغولا بفلسطين، وكأنه يشير بأن اسباب العنف والإرهاب في العالم هو الإرهاب على الشعب الفلسطيني وإحتلال فلسطين.
لذلك نقول لا تنسوا فلسطين، بالرغم من المشاغل الإقليمية وداخل كل قطر، وتشديد الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ما يبيّن استفادة الصهاينة إلى أقصى الحدود من الصراعات الاسلامية – الاسلامية، والعربية – العربية، والتقاتل داخل كل قطر وإنتظار الحروب الكبيرة والمدمرة التي يعمل على تأجيجها العدو الصهيوني.
من الطبيعي ان لا ننسى مسؤولية بعض العرب في التواطئ مع “الأنجليز”، وتسليم فلسطين ومسؤولية من تاجر بها، وبإسم التحرير الذي قام على كمّ الأفواه وتجويع الشعوب تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
ولكن على القادة التعويض في صحوة وعي عن مأساة الشعب الفلسطيني، والتمحور حول قضيته، والذي يعتبر معياراً للموقف الوطني والقومي، وسلاحاً في التصدي لكل الأطماع التي تستهدف العرب جميعا.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية