مخاطر المشهد ونتائجه المدمرة
منير بركات
16 نوفمبر 2017
انفجرت الثورات العربية بمواجهة النظام السياسي العربي بعد حقبات طويلة من الإحتقان والظلم والقمع والاضطهاد، وبكل أسف نجح النظام الدولي والاقليمي والعربي في تفريغها من محتواها وبعدها التغييري، وبالتالي في إضعاف وضرب الاعتدال والخيارات الديمقراطية كما نجح في إنتاج الارهاب وتوظيفه في القضاء على الثورات وضرب الإعتدال لا سيما في سوريا الذي نجح فيها بشار الأسد في عسكرة الثورة والتي كانت رصاصة الرحمة عليها وهي التي بدأت منذ بداية الألفين من خلال حالة اعتراض واسعة بين المثقفين وصولاً الى أطفال درعا وتعميم التظاهرات في كل أنحاء سوريا مطالبة في اسقاط النظام.
وأصبحت الدول المشاركة في الحرب السورية وبعد التدخل الروسيي الذي أنقذ جزء من النظام هي صاحب القرار في تحديد مصير سوريا.
لقد أصبح الحل في أيدي الجميع بإستثناء الشعب السوري وعلى حسابه، وفي ظل إنتظار التسويات بعد إستنفاذ دور الإرهاب والقضاء عليه. قد بدأت مرحلة إنتقالية جديدة لرسم خريطة المنطقة ونهب ثرواتها من قبل العملاقين وكل منهما يكابش الآخر مباشرة او بالواسطة لتحسين شروطه في حصص التسوية في وقت يستمر فيه الصراع تحديداً في سوريا ليختصر المشهد كما يلي:
– ضمانة أمن إسرائيل والأردن على الحدود الجنوبية السورية من خلال إنسحاب القوات الإيرانية وميليشياتها من سوريا وقطع التواصل فيما يسمى الهلال الشيعي الذي يصل الى نهاية استكمال تكوينه النهائي بعد احتمال سقوط “البو كمال” الذي يربط بين بيروت وطهران من خلال البادية السورية والعراقية.
– الإتفاق على تقاسم الثروات النفطية بين الروسي والأميركي.
– إجراء إنتخابات في سوريا لم تتبلور صيغتها النهائية بعد.
– تسليم الحدود الشرقية اللبنانية- السورية للجيش اللبناني من سيطرة الميليشيات الإيرانية وحزب الله.
– معالجة سلاح حزب الله في لبنان وقيام تسوية داخلية على قاعدة الالتزام في الدستور بعيدا عن الاستقواء.
– احتمال تحقيق هذا السيناريو الذي سيمر في محطات مشتعلة سيطال الحل الملف اليمني وتقويض النفوذ الإيراني فيه.
في الإستنتاج نرى هذه اللوحة زاهية لكنها لن تمر دون مواجهات كبرى يشارك فيها الجميع لن تكون بعيدة عن تورط السعودي والإسرائيلي والإيراني والأميركي والروسي والتركي وأدوات كل منهم ووقودها الصراع السني- الشيعي وما سيترتب عنه من نتائج في إعادة رسم خريطة المنطقة.
إلا ان المعيار في تجاوز هذا المخاض الخطير تقع على عاتق القوى السياسية اللبنانية ولبنان الرسمي في تخفيف الخسائر دون استسهال مخاطر الخلاف مع المملكة ودول الخليج على لبنان مما يتطلب خطوات مسبقة في التعاطي مع الازمة الحالية من خلال تقديم التنازلات المتبادلة ومعالجة موضوع إستقالة الحريري بشروط جديدة.
*رئيس الحركة اليسارية اللينانية