الإرباك اللبناني متواصل بعد إستقالة الحريري والخيارات السياسية محدودة

حتى الساعة يبدو الجميع في لبنان مربكين من قرار الإستقالة ومن زمان ومكان إعلانها، وما زاد الإرباك ارباكاً، الغموض الذي يحيط بالمشهد، وما يرافقه من إرتفاع حدّة التوتر بين المملكة العربية السعودية وايران في أعقاب اطلاق الصاروخ البالستي على الرياض.

لا ينفصل المشهد عن الصورة العامة للوضع في المنطقة، كما انه لا ينفصل عن المشهد الدولي المتشابك والمعقد في آن، والذي يبدو ان تعقيداته أملت على الرئيس الاميركي دونالد ترامب صرف النظر عن لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة “آيبك والمحيط الهادئ” في فيتنام بعدما كان هو نفسه رجح حصول اللقاء، وبعد ان كانت المشاورات قائمة بين موسكو وواشنطن حول إجتماع الرئيسين.

وفي ظل هذا المناخ المتأزم يبدو أن الأمور آخذة بالتصعيد بين السعودية وايران، والمجتمع الدولي يبدو مراقباً اكثر منه متدخلا لتخفيف التوتر، وعليه لا مؤشرات عن قرب تبدّل الصورة، والإنتظار في لبنان بات يتعدى مسألة إنتظار عودة الرئيس الحريري الى إنتظار النقطة التي سيبلغها التصعيد ليبنى على الشيء مقتضاه.

وفي سياق الأزمة أتى تحذير وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون “الدول والجماعات” من إستخدام لبنان وسيلة لحرب أكبر بالوكالة في الشرق الأوسط، ليزيد القلق مما يحضّر، لاسيما ان تصريحه تضمّن “إشارة” إلى أنه لا يوجد مكان قانوني في لبنان لأي قوات أجنبية.
في كل الأحوال، ما على لبنان سوى الإنتظار، لتنقشع الصورة، ويظهر الخيط الأبيض من الاسود. فهل يطول الانتظار؟

المحرر السياسي- “الأنباء”