متى يضع لبنان استراتيجيته في السياسة المائيّة ويطبّقها؟

محمود الاحمدية

5 حزيران 2003 كان موعد اليوم العالمي للبيئة، وكان مكان انعقاده في بيروت… وكان العنوان “ملياران من البشر بحاجة ماسّة إلى المياه”… كان يوماً تاريخياً في حياة الوطن حيث تمّ اختيار لبنان الوطن العربي الوحيد وعبر مسيرة عمرها ثلاثون عاماً يقام خلالها سنوياً هذا الاحتفال، هذا الموضوع يشكّل صلب بحثنا بالبُعد الكوني: نظرة بسيطة وبطريقة مختصرة مدعمة بالأرقام ماذا نرى؟؟ إن مسألة المياه أصبحت قضية حياة أو موت في حياة الشعوب استناداً للحقائق العلمية والواقعية التالية:

  • 12 مليون فرد يموتون سنوياً بسبب نقص المياه.
  • 3 ملايين طفل يموتون سنوياً من تلوّث المياه.
  • مليار وماية مليون إنسان في العالم يفتقدون مياه الشرب النظيفة.
  • 4 مليارات إنسان في العالم يفتقدون المرافق الصحية الملائمة.
  • العالم تضاعف عدده ثلاث مرات في القرن الماضي ومعه تضاعف استعمال المياه ست مرّات.
  • بعض الأنهار في كلّ القارات نشفت ولم تصل إلى البحار.
  • الحاجة الملحّة للمياه تكبر وتتعملق بالبُعد العالمي بشكل سريع ومرعب.
  • نصف الأراضي الرطبة في العالم اختفت خلال القرن الماضي.
  • 20% من الأماكن الصالحة لعيش الأسماك انقرضت؟
  • معدل استهلاك المياه للفرد على مستوى العالم يتراوح بين 20 و500 ليتر يومياً.
  • 4% فقط من سكان العالم (أميركا + أوروبا الغربية) يستخدمون ما بين 300-500 ليتر ماء يومياً.
  • ثلثا سكان العالم 2/2 “افريقيا – آسيا – العالم العربي” يستخدمون أقل من 50 ليتراً يومياً.
  • تغطي المياه 70% من سطح الكرة الأرضية:

Lebanon_Dam_Bisri

أ – 97.41% من هذه المياه تتواجد في البحار والمحيطات.

ب – 2.59% مياه عذبة.

ج – 63.40% من المياه العذبة تستخدم في الزراعة.

د – 27.60% من المياه العذبة تستخدم في الصناعة.

هـ – 9.0% من المياه العذبة تستخدم للشرب.

إنطلاقاً من كل هذه الأرقام والوقائع المذكورة، كان التوجّه الأساسي لمؤتمر جوهانسبرغ البحث في موضوع المياه وأنه يجب ألا يغيب عن صانع القرار أنّه عندما نتكلم عن الماء وأهميته بالبُعد البيئي يجب أن يكون ذلك مرتبطاً وبشكل وثيق بالصرف الصحي.

لقد نالت مشكلة الماء والصرف الصحي اهتمام الأمم المتحدة من خلال العديد من اجتماعات القمة والاجتماعات الدورية، فالجميع يعلم أن نظافة الماء والاهتمام بحلّ مشكلة الصرف الصحي يعني الحفاظ على صحة المواطنين وكذلك تقليل نسبة الوفيات والاعتلال والمرض عند الأطفال، وكان تتويج هذا الاهتمام هو قمة جوهانسبرغ حيث برز العنوان الرئيسي والهدف الأساسي للمؤتمر على الشكل التالي “تقليص عدد المحرومين من مرافق الصرف الصحي إلى النصف عام 2015” وتحقيق هذا الهدف مسؤولية كونيّة عامة ومسؤولية الدول المتقدّمة خاصة… وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي يجب عليها أن تكفّر عن ذنوبها بانسحابها من مؤتمر كيوتو وآخرها انسحابها من التزاماتها في مؤتمر باريس.

بالبُعد الوطني: الملف البيئي للمياه في لبنان مثقل بالمشاكل والروتين والفساد، نقولها وضميرنا مرتاح ويضيق المكان والزمان بالحديث عن الفوضى في حفر الآبار والمياه الجوفية، وعن الظلم الواقع بين المناطق في مسألة تأمين المياه للاستهلاك المنزلي (92% بيروت، 41% عكار) تلوث المياه الجوفية نسبة الصوديوم المسموح بها 250 ملغ / ليتر في لبنان تخطّت في بعض الأماكن 5000 ملغ / ليتر التلوث الناتج عن المصانع ومحطات توليد الطاقة الحرارية، التلوّث الناتج عن المجارير والاستنسابية في تنفيذ وتوجيه وتقرير أماكن وأولويّات محطات التكرير، التلوّث الناتج عن مكبّات النفايات الموجودة، وملف المياه المعبأة أيضاً من أخطر الملفات.

وهنا نجدها مناسبة لتوجيه نداء وبصوت عال لوزير البيئة لاحتضان هذا الموضوع المصيري وخاصة إذا علمنا أنّنا من أغنى الدول التي تتمتّع بإمكانية مميزة في مجال استثمار المياه الجوفية والسطحية المتوفّرة بمعدل 2000 مليون متر مكعب.

والسؤال الأساسي الذي يطرح نفسه: هل استطاع لبنان تحقيق الهدف الأساسي بمؤتمر جوهانسبرغ أي تقليص عدد المحرومين من مرافئ الصرف الصحي إلى النصف عام 2015؟ وهل يكون للبنان سياسة مائية تحقّق الهدف؟ وصولاً إلى السؤال المركزي الذي لا يزال حائراً حتّى تاريخه عدد محطات التكرير المزمع إنشاؤها؟ واقعها؟ برمجة البدء بالعمل فيها؟ ومتى ينظّم ملف المياه المعبّأة حيث يعمل فيها أكثر من 1300 شركة والمرخّص لهم لا يتعدّى الماية شركة؟ مما يجعلنا نطرح السؤال الخطير… ماذا نشرب وأية مياه ملوّثة ترمينا في المستشفيات وخاصة عندما نعلم أن آخر إحصائية للأمم المتحدة أن 80% من نزلاء المستشفيات سببهم الرئيسي تلوّث المياه.

*رئيس جمعية طبيعة بلا حدود

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة