عن وسام الحسن الذي عرف كثيراً فقتل!

صبيحة الذكرى الخامسة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، وعشية بدء تداعي “داعش” وتنامي إرهاب الدولة على أكثر من مستوى، وفي زحمة المشاريع التقسيمية والاستثمار في مناطق العزل داخل الجسد العربي المريض، تحضر الذكرى أقوى من أي وقت مضى، ربما لأن الجميع بات يدرك أن الشهيد عرف الكثير فقُتل.

فوسام الحسن وبعيداً عن الهوى السياسي او العاطفة التي يمكن أن تجذب إليه بعدما إرتبط ببيت سياسي دفع أيضاً ثمن الموقف السياسي ولاحقاً بخط سيادي كان له الحصة الأكبر من فاتورة التسويات الإقليمية، إلا أن أهمية وسام الحسن، الذي أوكلت إليه مهمة توقيف القادة الأمنيين الأربعة فيما يختص بقضية إغتيال رفيق الحريري، كانت في دوره الأمني الذي لم يكن مقبولا لدى أصحاب المشاريع والمؤامرات ضد لبنان أن يبقى واقفاً في وجهها بالمرصاد.

فوسام الحسن أزعج إسرائيل كثيراً بعدما إستطاع خلال الفترة الممتدة من العام 2006 حتى العام 2010 من خلال ترؤسه لشعبة المعلومات من توقيف ما يزيد عن 30 شبكة تعامل، وقد يكون هذا الخرق الأهم في تاريخ لبنان للاستخبارات الإسرائيلية ويعتبر إنجازاً أمنياً نوعياً.

وفي خطوة سباقة للحشد الدولي في وجه الإرهاب، ترك الحسن بصمة كبيرة على هذا المستوى حيث تولّى توقيف مجموعة مسلحة نسبت إلى مجموعة “القاعدة” مع نهاية العام 2005، واستطاع توقيف المشتبه في إرتكابهم جريمة عين علق حيث تم ترقيته إلى رتبة عقيد، يضاف إلى ذلك إنجازاته المتعلقة بتوقيف جماعات مخلة بالأمن وصفت بالإرهابية، بالإضافة إلى كشف العديد من الجرائم التي تخص الشأن الداخلي اللبناني.

هذا وأشارت معلومات قبيل استشهاده أنه وصل إلى خيوط حول قضية ميشال سماحة ومشاريعه التفجيرية للداخل اللبناني.

غاب وسام الحسن إلا أنه اليوم أكثر حضوراً من خلال التميز الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية في لبنان لا سيما شعبة المعلومات وإفشالها الكثير من المخططات الإرهابية وتوقيف شبكات خطرة على لبنان، والفضل الأول بذلك يعود إلى الشهيد وسام الحسن الذي أرسى أسساً متينة لهذا الجهاز أثمرت اليوم.

الكلام يطول عن الشهيد الحسن وهو الذي كان يشق مستقبلا أكبر مما وصل إليه بعدما كان المرشح الاول ليخلف اللواء أشرف ريفي كمدير عام قوى الامن الداخلي ولاحقاً ربما في الحياة السياسية، إلا أن قدره كان محتوماً صبيحة 19 تشرين الاول 2012 في الأشرفية، ومعه طويت الكثير من الأسرار التي ربما ستكون صاخبة متى كشفت يوماً ما.

(الأنباء)