للنافخين بأبواق الفتنة: لا صدى لها إلا في آذانكم!

وهيب فياض

لا شك أن كل اللبنانيين يذكرون أن الجبل ظل آمناً ويسوده العيش الأخوي المشترك طيلة فترة الحرب الأهلية قبل الإحتلال الإسرائيلي عام إثنين وثمانين، ولم يعكره إلا تدخل الأيدي الآثمة التي إغتالت الشهيد كمال جنبلاط، عندما سقط شهداء من مسيحيي الجبل، في فتنة مدبرة، إستطاع وليد جنبلاط ان يخنقها في المهد.

أما حرب الجبل بعد الإحتلال الإسرائيلي، فهي إبنة السفاح في علاقة مع العدو ممن غرر بهم، فاعتقدوا أن الإحتلال قدر دائم، وأنه قلب الموازين لغلبة فريق على فريق، فأقدموا على مغامرة لا زلنا نعاني من سلبياتها حتى اليوم، خصوصاً ممن لم تعلمهم هذه الحرب القذرة درساً للمستقبل، ذلك أن الأغلبية الساحقة ممن شاركوا في حرب الجبل، قد اعترفوا بشجاعة، وبنقد ذاتي، أنها أي حرب الجبل كانت وستبقى نقطة سوداء في تاريخ لبنان، لا يمحوها إلا التعلم منها أن التعايش والحوار والمحبة والشراكة هو قدر أبناء الجبل وملاذه، وخصوصاً في أزمان الأزمات.

كنيسة الدر

قد ينفخ البعض في اْبواق الفتنة، ولكن من يسمعون هذه الأبواق يعون أن لا صدى لها إلا في آذان النافخين.

حتى في حمأة حرب الجبل وما تلاها لم يخطر ببال أبناء الجبل من المسيحيين أن هجرتهم بلا عودة، أو أن أحداً يرغب أو يحلم أو يستطيع أو يفكر في جعل الجبل درزياً، خصوصاً أن مصابيح العودة كانت مضاءة في أحلك ليالي الحرب الكريهة.

ألم يعقد إجتماع بيت الدين لعودة المهجرين قبل مؤتمر الطائف؟

الفطايري2

ألم يدفع وليد جنبلاط فاتورة العودة بإستشهاد المناضل أنور الفطايري قبل ان تضع الحرب أوزارها؟

ألم يقم وليد جنبلاط بالحفاظ على كل ما يمت بصلة إلى تاريخ التعايش الدرزي المسيحي الذي كان يراه في أزمة مرحلية وأن عودته قدر لا بد منه؟

من أجل ذلك قام وليد جنبلاط في الزمن المظلم بالحفاظ على دير المخلص، وحافظ على موجوداته وأيقوناته، بل انه كلّف من قام بإحصاء هذه الموجودات وتوثيق هذا الإحصاء لكل أيقونة أو صورة بل أكثر من ذلك كلّف من وضع جردة بكل كتب مكتبة الدير، حتى إذا جاء زمن أداء الأمانات أداها كاملة غير منقوصة، ومصانة وبعضها مرمم وكأنه حارس أمين على ملك الغير الغائب لحين عودته.

دير المخلص

ثم ألم يكن وليد جنبلاط المساهم الأول مالياً وعقارياً ليس فقط في إعادة ترميم الكنائس والأديار بل في توسعة أبنيتها ودورها، واشترى لمصلحتها ووهب لها الأراضي اللازمة لجعلها أوسع مما كانت قبل الحرب، وعلى حد قوله من أجل أن تتسع للمسيحيين والدروز معاً.

للحرب وجهان، سيئ يظهر إبان الحرب وجميل لا يظهر إلا بعد عودة السلم ليكون دليلاً على أن هناك من خاض الحرب، بحكم الظرف، وهو يتوق إلى السلام ويعد العدة له.

أيها السادة،

إنفخوا بأبواق السلام والعيش المشترك، لأنها أنغام الملكوت الأعلى، وأعرضوا عن سماع اْبواق الفتنة، فنافخوها هم تجار الهيكل!

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!