“متوسطة بيصور الرسمية” نموذج .. ومديرها “رجل الأجيال”

بالإرادة الهادفة للتغيير، وبالإدارة المبنية على قواعد تربوية تعليمية مدروسة وقيمٍ إنسانية خلّاقة، نجح مدير متوسطة بيصور الرسمية الأستاذ مازن ملاعب بتحويل متوسطة بيصور الرسمية التي يتولّى إدارتها إلى مدرسة نموذجية، بل إلى المدرسة الرسمية الأولى على صعيد لبنان، لناحية الإدارة التربوية والطاقم التعليمي الكفوء ومستوى تفوّق الطلاب. وبالعلاقات العامة الممتازة والتواصل الإيجابي مع المؤسسات المانحة في الداخل والخارج، نجح ملاعب بجعل المدرسة صرحاً تربوياً نموذجياً، للتعليم بدواميْن قبل الظهر وبعد الظهر.

إدارة ممكننة، تقنيات تدريس متطوّرة في الصفوف، مختبر حديث ومتطوّر، مساحة خاصة للطلاب ذوي الصعوبات التعلّمية، مسرح، معرض دائم للأنشطة اللاصفّية، ملاعب صيفية وشتويّة نموذجية… كل ذلك وأكثر بعد في متوسّطة بيصور الرسمية. أما النتيجة، فطلّاب متفوّقون بالمستوى العلمي أولاً وبالمهارات والمواهب ثانياً. فيما النتيجة الأكبر ثمرة هذا النجاح هي اختيار ملاعب لتكريمه ضمن حفل الجوائز العالمية The Awards الذي يُنقل عبر شاشات التلفزة في السادس والعشرين من تشرين الأول الحالي، وذلك عن فئة رجل الأجيال في العالم العربي لعام 2017.

IMG-20171017-WA0013

“الأنباء” التقت ملاعب في حرم المدرسة في بيصور، حيث أكّد أن مدرسته “هي الأولى على صعيد لبنان على مستوييْن: أولاً على مستوى التعليم قبل الظهر، يتقييم وزارة التربية والنتائج في الإمتحانات الرسمية، وثانياً هي المدرسة الأولى على مستوى التعليم بعد الظهر بتقييم المنظمات الدولية العاملة في لبنان في هذا الشأن”.

ورداً على سؤال عن سبب اختياره لنيل جائزة رجل العام، أجاب ملاعب: “تم إبلاغي من قبل لجنة تحكيم الجائزة بأن اختياري تم استناداً إلى ثلاث نقاط قوة: أولاً على مستوى الشخص اعتبروا أنني أمثل نموذجاً للموظف الفاعل والنشيط في مؤسسة رسمية في لبنان؛ ثانياً، لأنني رفعت مستوى المؤسسة التي أديرها لتحتل المرتبة الأولى في لبنان؛ وثالثاً، لأنني رفعت مستوى طلابي إلى مصاف الأوائل على مستوى لبنان”.

IMG-20171017-WA0011

وعن سبب نجاحه قال ملاعب: وضعت رؤية ورسالة ونظام قيم محدداً وواضحاً منذ بداية الأمر، ونجحت لأنني عملت كقيادة تربوية وليس كمدير، ولكي أحدث الفرق في المدرسة الرسمية، وجدت أنه لا بدّ من أن تتوفر الإرادة والإدارة والضمير المهني، بالإضافة إلى القيادة التربوية، بعيداً عن إطار المدير المدرسي الذي يسيّر شؤون تربوية ورقية وفق روتين قاتل نعيشه في هذا البلد. ولقد أثبتنا أنه بتوفر هذه المعطيات يمكن للمدرسة الرسمية أن تحدث الفرق.

وتابع ملاعب: “عملنا بروح العمل الفريقي وبروحية التعاون والتشارك، ووضعنا إطاراً تربوياً خاصاً بالعملية التعليمية التربوية، من إشراف وتخطيط وتنسيق، بالإضافة إلى توصيف المهام وتقدير كل عامل في هذه المؤسسة بغض النظر عن مهمّته ومسؤولياته”.

يولي ملاعب الحوافز المعتمدة لتشجيع الأساتذة والطلاب أولوية في نظامه الإداري والتعليمي، وبنظره ان “التلميذ هو محور العملية التعلّمية التربوية، لذلك فكل ما يخدم التلميذ أوليناه اهتماماً خاصاً”، كما قال.

يستند في نظامه التعليمي إلى وزارة التربية، لكنه لم يتوانَ عن تسخير التواصل الفعال مع الكثير من المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية لما فيه مصلحة المدرسة وطلابها، وكذلك التواصل في الداخل مع كافة الأندية والروابط والبلديات المحيطة.

ولمّا كانت التربية حق من حقوق الطفل بغض النظر عن جنسيته او عرقه او دينه او غير ذلك من معايير تفرقة، فقد فتح ملاعب أبواب مدرسته لتعليم النازحين السوريين وأحدث الفرق منذ البداية ببرامج أعدّ من قبله بالتعاون مع أفراد الطاقم التعليمي، حيث تمكّن الطلاب السوريون بعدها بعام واحد من الإندماج مع الطلاب اللبنانيين في المدرسة بنجاح تام!

أما الجانب الأنصع في المدرسة، فهو القيم الإنسانية التي يتشرّبها التلميذ فيها، والتي تترجم بأنشطة لاصفيّة ذات بعد انساني، “فمن الطلاب من يجمع ما يتوفر لديه من ضمن امكانياته المحدودة لتوزيعه على الفقراء في عيد الأضحى، ومنهم من يزور دار العجزة في عين وزين لقضاء يوم برفقة المسنّين هناك”، كما أوضح ملاعب.

وأخيراً، أمنية مشتركة بين ملاعب وكل الغيارى على المدرسة الرسمية في لبنان: فحبّذا لو يتم تعميم هذا النموذج الناجح، في ظل الحاجة لمدرسة رسمية نموذجية فعّالة في التربية والتعليم عن حق، بما يغني الطلاب والأهالي عن المدارس الخاصة وأقساطها الباهظة!

غنوة غازي – “الأنباء”