“لبنان الحر”: لتشجيع المسيحيين على التجذر في أرضهم بدل إعمال السكين في الجرح

 

تناول رئيس التحرير في “إذاعة لبنان الحر” انطوان مراد ضمن التعليق السياسي “الرأي الحرّ”، كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في رشميا، فقال مراد:

 

في موضوع الجبل ونبش الماضي، بالطبع لا أحد ينسى ما حصل، وليس من الأخلاق بشيء أن يتناسى أحد ما حصل، ولكن أن نستعيد الأحقاد ونحاول توظيفها في حساباتنا السياسية وأرصدتنا الإنتخابية، فهو أمر يدعو إلى الأسف بل الأسى.

 

إن ثمة خصوصية للجبل الممتد من المتن الأعلى مروراً بعاليه إلى أطراف الشوف وإقليم الخروب وهي خصوصية تاريخية عنوانها المصير المشترك والعيش المشترك والكثير من الهموم والتطلعات المشتركة على الرغم من الصعوبات والآلام التي إعترت هذه الخصوصية في مراحل عدّة. وفي ظننا أن أخطاء وخطايا ارتكبت بعضها عن قصدٍ أو جهل، وكثير منها مُفتعل أو نتيجة تحريضٍ واستدراج، على غرار ما حصل في العام 1860 برعاية عثمانيةٍ خبيثة، وعلى غرار ما حصل بعد اغتيال كمال جنبلاط على يدِ مخابرات النظام السوري، التي استغلته أيّما استغلال لإستثارة الأحقاد والقتل والدّم، وبالطبع لا يمكن تبرئة إسرائيل عندما احتلت لبنان، من المناورات التي أدّت أيضاً إلى سلسلة من المآسي فيما عُرف بحرب الجبل، وكأن مصالح النظام السوري وإسرائيل إلتقت في لحظة مُعينة لإعادة إستيلاد الأحقاد بين المسيحيين والموحدين الدروز.

 

اليوم تعلّم الجميع من الأمثولة القاسية، أجل ثمة ملاحظات حول بعض المصالحات والتعويضات والاعتبارات والتداعيات، لكّن المصالحة الكُبرى تمّت برعاية بطريرك المُصالحة والإستقلال مار نصرالله بطرس صفير، وأكدّ عليها بطريرك الشراكة مار بشارة بطرس الراعي، ودائماً إلى جانب النائب وليد جنبلاط، ولذلك ليس من المُفيد إعمال السكين في الجُرح بل المطلوب العمل على ترسيخ المصالحة في إطار التوازن والمساواة والكرامة للجميع، وتشجيع المسيحيين على التجذّر في بلداتهم وفي أرضهم، فالخطاب في بشرّي والبترون وجونيه، هو غيرُ في رشميّا وبحمدون ودير القمر عندما يلامس حساسيات معينة، فاقتضى التوضيح.