مَن يوقف العنصرية اللبنانية ضد النازحين؟

لم يعد الامر مجرد موقف سياسي يصدر عن هذا الفريق او ذاك، او يافطة علّقتها بلدية ما، انما تعدّاه الى ما هو أبعد من ذلك الى التظاهر ضد نازح هرب من بيته تحت نار القصف والحرب محتمياً في بلدنا.

وكان لافتا توجيه دعوة من احد الاحزاب الناشئة والمجهولة الاهداف ومصادر التمويل الى تجمع شعبي يطالب بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم يوم 14/10/2017 في تمام الساعة 2 ظهراً، على طريق عام زوق مصبح، معتبرا هذا الحزب ان أزمة النزوح السوري قد لامست الخطوط الحمراء أمنياً وإقتصادياً ومعيشياً، واصفا هذا التجمّع بأنه وطني بإمتياز ويطال شريحة كبيرة من اللبنانيين في أمنها وإقتصادها ولقمة عيشها.

صحيح أن أزمة النازحين تفاقمت بشكل خطير على كافة المستويات ما يتطلب اتخاذ اجراءات احترازية واستحضار الدعم الدولي بشكل أكبر لمساعدة لبنان على تحمّل اعباء النزوح، بالاضافة الى العمل بالتوازي على عودة النازحين بشكل آمن الى سوريا وان لا يتم رميهم مجددا في فوهة البركان السوري مجددا.

الا ان الضيق الاقتصادي والمعيشي الذي يساهم النزوح السوري بجزء كبير منه بالاضافة الى ارتفاع مستوى الجريمة لا يبرر بأي شكل من الاشكال ان يؤدي الى ولادة حقد شعبي يتم ترجمته في الشارع بتظاهرات او سواها لا يمكن ان تشكل حلا للازمة انما قد تأخذ الامور الى منحى مختلف جداً، اضافة الى ان هذه الاشكال من التعبير لا توحي الا بعنصرية متنامية في المجتمع اللبناني لا يمكن تبريرها وعلى وزارة الداخلية ان لا تعطي اي ترخيص لهكذا تحركات.

وكما قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط فإن النازح السوري لم يأت من القمر انما هرب من الموت والقهر والجوع، فمن يوقف العنصرية اللبنانية ضد النازحين السوريين؟

“الانباء”