أعيدوا قراءة وصية كمال جنبلاط… من أجل لبنان

“بعد أربعين عاماً مع فيليب لابوسترل ناشر وصية كمال جنبلاط من أجل لبنان”… تعليق نشره رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر “تويتر” مع صورة جمعته بالصحافي الفرنسي فيليب لابوسترل الذي قابل المعلم الشهيد كمال جنبلاط في منتصف السبعينات عندما إرتفعت المتاريس بين اللبنانيين إبان إندلاع الحرب الأهلية، فكانت وصية كمال جنبلاط، التي نشرت أواخر العام 1976 بطبعة فرنسية تحت عنوان “من أجل لبنان” قبل أن تعاد وتنشر بالعربية بعد إستشهاده في العام 1977 تحت عنوان “هذه وصيتي”.

جنبلاط وفيليب لابوسترل

في العام 2005 وعلى إثر إنتفاضة الإستقلال عاد الكتاب إلى الواجهة مجدداً بعدما نشرته الدار التقدمية بالعنوان الأول اي “من أجل لبنان”، لما فيه من مواقف سياسية أطلقها كمال جنبلاط قبل إستشهاده داعياً إلى الحفاظ على الحرية في لبنان والدفاع عن سيادته في وجه كل محاولات التذويب، فكانت وصية كمال جنبلاط بمثابة رسالة ودعوة للابتعاد عن الجنون الذي كان يخطف لبنان.

فالمواقف التي أطلقها كمال جنبلاط في هذه المقابلة الشهيرة عاشت لعقود وهو الذي قال فيها: “نحن نريد أن نكون مستقلّين. نحن لا رغبة لدينا بالسجن السوري الكبير. هناك صراع بين الدكتاتورية والديمقراطية فهم ليسوا بأحرار ويريدون دائما الحؤول بيننا وبين الحرية”.

IMG_6191

ويتابع بالقول في فصل “المؤامرة”: “ليس ثمة بين اللبنانيين من يفكر حالياً بأن يصير سوريا وليس في وسع امرئ أن يرضى بدخول ذلك السجن الكبير الذي يتكاثر فيه عملاء البوليس السرّي ليبلغوا وفقا لبعض التقارير الرقم الغريب الشاذ البالغ 49 ألفا”.

وحرص كمال جنبلاط في مقابلته تلك أن يعرّج على التاريخ فتحدث عن معقل الزعامة “المختارة” وعن جذور “آل جنبلاط” وزعامتهم للجبل، وفي هذا الفصل بالذات يعود المعلم لأصوله الروحية شارحاً العقيدة الدرزية، مستشهداً بحكماء اليونان والهند والإسلام والمسيحية.

كما أنه في فصل “التحدي الماروني” يستعرض أصل الموارنة ويؤرخ لوصولهم للبنان مستعرضاً للمشروع الماروني، مع سردٍ بليغ للفسيفساء الطائفية في لبنان.

IMG_6159

وتحت عنوان “الصاعق الفلسطيني” يعرض كمال جنبلاط لأسباب الحرب اللبنانية، محدداً أسبابها الموضوعية، مؤكداً أنها كانت ستنفجر ولو لم يتواجد الفلسطينيون على الأرض اللبنانية، قائلا “يعيبون عليهم ـ بلا وعي ـ أنهم فقراء، مجردين من الحقوق السياسية ومسلوبي الوطن”.

وقد يكون اهم فصول الكتاب فصل “المكيدة السورية” الذي يستعرض فيه أطماع السوريين التاريخية في لبنان، وعدم إيمانهم بنهائية الكيان اللبناني.

كتاب يستحق إعادة قراءته واستخلاص العبر التاريخية منه…من أجل لبنان.

(الأنباء)