نساء حزبيات لـ “الأنباء”: هذا واقعنا .. ونطمح للأفضل!

في إطار مشاريعها الهادفة لتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار على مختلف المستويات، نفّذت وزارة الدولة لشؤون المرأة بالشراكة مع مؤسسة كونراد آديناور ورشة عمل في فندق الريفييرا – بيروت، هدفت الى بناء قدرات الأحزاب السياسية على وضع خطة عمل داخلية لتعزيز مشاركة المرأة في المناصب القيادية السياسية فيها وتحسين معرفة الأحزاب السياسية بتعميم مراعاة المنظور الجنساني على مستوى صنع السياسات. وقد شاركت في الورشة ممثلات عن مختلف الأحزاب السياسية الفاعلية في لبنان.
انقسم برنامج الورشة إلى يوميْن، الأول نظري تخلّله تعريف بالنوع الإجتماع والتنوّع، ومشاركة المرأة في الأحزاب السياسية، وتدريب حول “الإدارة القائمة على النتائج” وقد حضر وزير شؤون المرأة جان أوغاسبيان قسماً منه، والثاني عملي تطبيقي حيث قدّمت ممثلات الأحزاب مسودات مشاريع تنوين تنفيذها كلّ داخل الحزب الذي تمثّله، وذلك بهدف رفع مستوى تمثيل المرأة داخل مواقع القرار في حزبها. وتولّى المدرّب ميلكار الخوري الذي قدّم الدورة الإشراف على المشاريع المقترحة وإبداء الملاحظات التصويبية الضامنة لنجاحها.”الأنباء” واكبت الدورة من خلال ممثّلة “الحزب التقدمي الإشتراكي” فيها عضو مفوضيّتيْ المرأة والإعلام في الحزب غنوة غازي التي أكّدت على “أهمية الدورة في توسيع آفاق النساء الحزبيات حول مفاهيم النوع الإجتماعي والتنوّع، وتزويدهنّ بالمعرفة المتخصّصة حول كيفية التخطيط السليم لمشاريع تهدف لدعم وصول النساء إلى مواقع القرار في أحزابهن”، وأثنت على “انفتاح الحزب التقدمي الإشتراكي اللافت في السنوات الأخيرة نحو تفعيل دور المرأة داخل المؤسسة الحزبية وخارجها”، منوّهةً إلى أن “وصول 4 أعضاء إلى مجلس قيادة الحزب في الإنتخابات الأخيرة وإلى تفعيل دور وحضور الإتحاد النسائي التقدمي بهدف تفعيل التواصل مع النساء المناصرات غير الحزبيات في المناطق وتمكينهنّ والإستفادة من خبرات بعضهنّ”.

IMG-20171007-WA0009

في المقابل، تحدّثت ممثلات بعض الأحزاب لـ “الأنباء” عن أهميّة الدورة، فقالت ماري لينا عن حزب “الكتائب اللبنانية” أن “هذه الدورة مهمة لأنها زوّدتنا بالمفاتيح التنظيمية الضرورية لإدارة نشاط يخص المرأة انطلاقاً من مفاهيم النوع الإجتماعي، وفتحت المجال لتبادل الهواجس والخبرات بين النساء من أحزاب مختلفة”، منوّهة إلى “دور حزب الكتائب في دعم وصول المرأة اللبنانية بشكل عام لمراكز القرار”.

ورأت أمل ترمس، ممثلة “حركة أمل” أن “هذه الدروات مهمة لأنها تعمل على تمكين المرأة على أكثر من صعيد”، ونوّهت إلى أن “اهمية هذه الدورات تكمن في كونها تمثّل منصّة التقاء للنساء من مختلف الأحزاب، ما يتيح المجال للإطلاع على وضع المرأة في مختلف الأحزاب والتعرّف على نقاط الإختلاف والتقارب فيما بينهنّ”.

وأكّدت رولا الغصَيْن، نائب رئيس جهاز تفعيل دور المرأة في “القوات اللبنانية” أن “هذه الورشة بالذات ساعدتني على وضع خطّة عمل داخل الجهاز الذي أمثّله لدعم وصول المرأة القواتية في كيفية الوصول إلى مواقع القرار في الحزب”. ونوهت الغصيْن إلى أن “وضع المرأة القواتية جيد جداً بالمقارنة مع باقي الأحزاب وهذا الواقع يتعزّز في حال اتخذت القيادة قرارها بترشيح سيدات على لوائحها في الإنتخابات النيابية”.

من جهتها نوّهت ممثّلة “حزب الله” خديجة سلّوم بمثل هذه الدورات “التي تهدف لتوسيع آفاق المرأة الحزبية وتفسح امامها المجال للتعرّف إلى النساء في سائر الأحزاب”، واعتبرت في المقابل انه “بالنسبة لنا كنساء فاعلات في حزب الله فنحن نشعر بأننا نحصل على كامل حقوقنا بالمشاركة وفق نظرة الإسلام للمرأة. فنحن حزب بخلفية ايديولوجية دينية وضمن هذه الاطر لدينا كامل الحق بالمشاركة في تحقيق رؤى وأهداف الحزب، وإن كنا نطمح على الدوام لإظهار فاعلية أكبر داخل المؤسسة الحزبية”، مشددة على أن “فاعلية المرأة الحزبية لا تنحصر بوجودها في موقع القرار بل بمدى قدرتها على توظيف انتمائها الحزبي في خدمة المجتمع”.

IMG-20171007-WA0010
في المقابل، قالت رئيسة قطاع المرأة في “تيار المردة” ميرنا زخريا لـ “الأنباء” ان “النساء المحازبات لسن بحاجة لتمكين حقوقي وإداري بقدر ما هنّ بحاجة لإبراز قدراتهن على النقاش في السياسة”، واعتبرت أنه “طالما أن المرأة المحازبة تحصر نفسها في القضايا الإجتماعية وحقوق المرأة ولا تتجرأ على الحديث في السياسة فلن تؤخذ على محمل الجد كامرأة سياسية”، مشددةً على أنه “على النساء المحازبات التعمّق في متابعة مجريات السياسة اللبنانية والتعبير عن رأيهن في السياسة والقضايا السياسية المطروحة في البلد، لكي يضمنّ لهنّ فرص الوصول إلى مراكز القرار، وعندها يصبح عليهن تبني قضايا المرأة والنوع الإجتماعي”.بدورها، أثنت مسؤولة الأنشطة في لجنة شؤون المرأة داخل التيار الوطني الحر جوانا الحداد على “اهمية مثل هذه الدورات في تأمين التواصل والإنفتاح بين النساء في الأحزاب على بعضهن البعض والتفاعل وتبادل الأفكار والخبراتطن واعتبرت أنه “بالمبدأ شعرنا بأن كل الأحزاب اللبنانية متّفقة عى أهمية وضرورة وصول المرأة إلى مواقع القرار فيها وفي الدولة إلا أن هذا الامر محفوف بتحديات كثيرة”، واعتبرت أن “هذه الدورة وسّعت آفاقنا في مجال التخطيط بإطار مهني محدّد وضمن أطر النوع الإجتماعي المفروض مراعاتها داخل الأحزاب”.

(الأنباء)