جنبلاط لـ”المدن”: لمنع تجديد أي شكل من أشكال الوصاية السورية

نفى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن يكون قصد في تغريدته الأخيرة إستهداف الرئيس سعد الحريري بشخصه، مضيفاً في حديث لـ “المدن”: “لكن لا يمكن السكوت عن بعض الأمور، خصوصاً في ظل التحولات التي تمرّ بها المنطقة، وفي وقت يحاول النظام السوري أن يعزز موقعه، لأن الآن يجب الثبات ومواجهة أي محاولة لإعادة الأمور إلى سابق عهدها، أي إلى دفع لبنان إلى حضن النظام السوري”.

وقال: “لم نتمكن من الوصول إلى صيغة مع الحريري، يرضى فيها بتوجيه الإنتقاد له، ولا شك في أن الإنتقاد يكون قاسياً في بعض الأحيان، لكن لا بد من توجيهه لتصويب بعض الأمور، وللسير في طريق مشترك مع الحريري، وليس لترسيخ الإبتعاد”.

وأضاف جنبلاط: “حاولنا الوصول إلى تفاهم هادئ بخصوص السفن وعدم اللجوء إليها، لكن ما مشي الحال، وهو مصر عليها، رغم كثرة التقارير العلمية التي تفيد بأنها غير ناجعة، وستدخل البلد في أزمات متتالية ولن تؤمن الكهرباء. والأمر نفسه يسري على الإصرار على السير بالبطاقات الممغنطة.”

ويرفض جنبلاط أخذ أبعاد أخرى لمواقف الحريري، قائلا: “لا أتصور أن الأمور وصلت بالنسبة إلى سعد إلى درجة التطبيع مع النظام السوري، وهو لن يقدم على هذه الخطوة، لكن المطلوب منه أن يشكل رافعة سياسية للمحور الذي ينتمي إليه، من أجل مواجهة طموحات بعض الأفرقاء الذين يريدون إعادتنا إلى مرحلة سابقة”.

وتحدث جنبلاط عن الآمال التي علّقت على العهد الجديد، وعن الوعود التي أغدقت، مشيراً إلى التخوف من الأزمة المالية المقبلة، بسبب السياسات العشوائية والشعبوية، وما حصل في مسألة سلسلة الرتب والرواتب، سيتعمّق إذا ألغى المجلس الدستوري قانون الضرائب.

وقال: “تكون السلسلة قد أقرت بدون تأمين أي موارد لها، ونحن حذرنا سابقاً من الشعبوية، لكنهم أصروا على إقرار السلسلة بطريقة عشوائية، وبدون إصلاح”.

وأكد جنبلاط أن “الإصلاح مستحيل الآن، وهو نجح في لبنان سابقاً مرتين، أيام رفيق الحريري، وكان مبنياً على مؤتمر باريس 2، الذي إشترط إدخال بنود إصلاحية. مستحيل أن ينجح الإصلاح الآن، ومن الذي سيصلح الطبقة السياسية برمّتها؟ ومن أين يجب أن تبدأ؟ لا أحد يملك الجواب”.

وإعتبر جنبلاط أن الإنتخابات يجب أن تحصل في موعدها، رغم الخلافات بشأن قانون الانتخاب، الذي جاء بهدف تحرير الأقليات المسيحية في المناطق التي فيها رافعات إسلامية، وكان ذلك بناءً على توافق بين التيارين المسيحيين البارزين”.

وسأل إذا ما كان التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات سيستمر. لكنه شدد على وجوب توافق الجميع في الشوف، متمنياً أن يتم تشكيل لائحة واحدة تضم كل المكونات.

وأضاف: “عليك أن ترى البعد الآخر في المسألة، وهو البعد السوري، وإذا كان سيبقى النظام متفرجاً؟ بالتأكيد لا، وهو حين يقوى سيستفرد، ولن ينسى الذين انتقدوه وسيسعى إلى تحجيمهم وقد يتدخل ليمنع بعض التحالفات بين بعض القوى، ويفرض تحالفات أخرى. وهذا ما علينا مواجهته معاً”.

وشدد جنبلاط على عدم الإنبطاح أمام النظام السوري والعودة إلى ثوابت 14 آذار، لمنع تجديد أي شكل من أشكال الوصاية، معتبرا أن النظام باق لمرحلة معينة، مشدداً على أن “بقاءه مرحلي، فيما سوريا تحوّلت إلى مناطق نفوذ، بين تركيا، روسيا، إيران وأميركا، إلا أن اللاعب الأساسي هو روسيا، وهذا يظهر من خلال التحالفات التي بنتها موسكو، وكل الترتيبات التي تتخذها. فيما المعارضة الوطنية والمدنية، ألغيت وأصبحت شبه منتهية، فيما الجميع يقول إن الحل سيكون سياسياً، لكنني لا أعلم كيف سيكون هذا الحلّ السياسي، بدون وجود المعارضة التي تمثّل الشعب السوري المعارض”.

(المدن، الأنباء)