في ذكرى 16 أيلول: عن بيروت التي تحرّرت من منزل كمال جنبلاط

“يا رجال ونساء لبنان من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات، أيها اللبنانيون الحريصون على لبنان بلداً عربياً سيداً مستقلاً، إلى السلاح استمراراً للصمود دفاعاً عن بيروت والجبل، وعن الجنوب والبقاع والشمال، إلى السلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على إمتداد هذه الارض من أقصى الوطن إلى أقصاه”… بهذه الكلمات إنطلقت المقاومة اللبنانية الوطنية في وجه الإحتلال الإسرائيلي من ذلك المنزل المتواضع في وطى المصيطبة، منزل الشهيد كمال جنبلاط.

فيوم عزّت الكرامة وتخلّى العالم عن أول عاصمة عربية يحتلها الكيان الإسرائيلي الغاصب، وقف الوطنيون في 16 أيلول 1982 وأطلق الشهيد جورج حاوي والقيادي اليساري محسن إبراهيم من منزل كمال جنبلاط نداء “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” ضد العدو الإسرائيلي في حضور عدد من القياديين.

IMG-20170916-WA0050

فاستحق كمال جنبلاط الذي إنحاز تاريخياً إلى جانب القضية الأم، القضية الفلسطينية، وحذر دائماً من مخاطر الإحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية والتوسعية وضرورة مواجهته، وإستشهد من أجلها، أن يحتضن منزله إنطلاق الشرارة الاولى لاعمال المقاومة ضد إسرائيل، ويذكر التاريخ كيف خرج الجيش الإسرائيلي وهو ينادي عبر مكبرات الصوت “لا تطلقي النار يا بيروت نحن راحلون”!

ففي بيروت، إنكسرت مقولة الجيش الذي لا يُهزم تحت ضربات الأحزاب الوطنية تماماً كما حصل لاحقاً في الجنوب والبقاع الغربي على يد المقاومة الإسلامية والأحزاب الوطنية الأخرى.

53aece4b095e074b1566a8407e82f47b

وفي هذه الذكرى أيضاً التي كانت فجر تحرير العاصمة بيروت، إلا أنها تتلازم أيضاً مع الذكرى الأليمة في اليوم نفسه لمجازر صبرا وشاتيلا التي إرتكبها العدو الاسرائيلي بحق آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهنا لا بد من الإشارة إلى التلاحم اللبناني الفلسطيني عبر الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية بقيادة كمال جنبلاط في تلك الحقبة، التي رفضت الدخول السوري كما رفضت الإحتلال الإسرائيلي إنطلاقاً من الحرص على القرار الوطني اللبناني المستقل والقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي دفع ثمنه كمال جنبلاط في حياته إستشهاداً في 16 آذار 1977.

(الأنباء)