انقذوا الطفولة قبل أن تنتهي!

ساري درغام

أنباء الشباب

في الأمس أتى ولدي يشتكي فهو لم يجد رفيق في هذه الحارة الجديدة، ظننت أنه بسبب انتقالنا الجديد الى هذا المكان فلم يجد الترحيب من باقي الاطفال.

خرجت اليوم أبحث عن الحجارة على ضفاف الطريق كي أعلم أين يلعب أطفال الحي كرة القدم لكنني لم أجد شيء.

قلت في نفسي لعل هناك ملعب حديث قريب من هنا لكن ظني لم يكن صحيحاَ، عدت أدراجي الى الشقة.

انقذوا الطفولة قبل أن تنتهي!

مع غروب الشمس خرجت من جديد. خرجت أبحث عن المكان الذي يلعب به الاطفال على دراجاتهم الهوائية.

فلم أجده!

ذهبت أبحث عن من يلعب “الغميضة ” أو “اللقيطة”.

فلم أجد!

ذهبت أبحث عن الطفولة فوجدت أطفال!

أطفال تنتظر أن يحل الليل كي تخرج!

فالسرقة والمخدرات والشتائم لغة الأطفال!

أيعقل!

انقذوا الطفولة قبل أن تنتهي!

ثار غضبي في المساء،  طرقت باب الشقق في بنايتنا

ويا ليتني لم أطرق !

جميع انواع الرياضة باتت تلعب بتقنية الفيديو على “الآيباد”.

هذا الطفل هنا باتت هواياته كسر رقم صديقه في هذه اللعبة

وذاك هناك من مدمني مواقع التواصل الاجتماعي

وابنة ذاك الرجل هناك هوايتها تصفيق الشعر والتبرج

لا تتعجب يا عزيزي!

تلك السيدة الوقورة ابنتها ترتدي ربع قطعة قماش ما يطلق عليها اسم “الموضة”!

انقذوا الطفولة قبل أن تنتهي!

صرخت انقذوها انقذوها!

أريد ان يلهو ابني مع اصدقاء

أريد ان يتعلم منهم دروسا تجهلونها

فالشارع يعلم أبني المساواة بين الغني والفقير

الشارع يعلم ابني ان لا فرق بين لون البشرة

الشارع يعلم ابني معنى التعاون والإخاء

الشارع يعلم ابني فعل الخير ومساعدة الاخرين

اللعب في الشارع يزيد ابني قوة ويرفع من مناعته

اللعب في الشارع يعلم ابني ان يقف بعد السقوط

انقذوا الطفولة قبل أن تنتهي!

ليس محبة بكم

بل اريد ان اجد لأبني صديقا..

انقذوا الطفولة قبل ان تنتهي!

(أنباء الشباب، الانباء)