ريشة القصب روح الخط العربي

 

قد لا يدرك الكثيرون من جيل اليوم سحر الخط العربي، فيوما بعد يوم يتزايد الدور الذي يلعبه “الكمبيوتر” في المجالات الفنية، لكنه لم يتمكن من الحلول مكان الإبداع البشري واللمسة الإنسانية.

فالطباعة الرقمية باتت أسهل واسرع وربما أقل كلفة، لكنها تبقى بدون روح، وعاجزة عن ملء العين بجمالية الريشة المصنوعة من القصب، فجمال الخط على الورق، ورائحة الحبر لا يمكن الحصول عليهما بالتقنيات الحديثة.

1502618706_306_167290_yt6

 

يعود أصل الخط العربي إلى تطور الخط النبطي، إذ إنّه نتيجة لتقدّم حضارة الأنباط من الناحية التجارية حيث ظهرت حاجتهم الملحة للكتابة، فاستخدموا الحروف الآرامية في بادئ الأمر، ثم غيّروها تدريجياً إلى الكتابة النبطية التي خالفت الآرامية في ميلها للاستدارة، وشابهتها في التربيع، ثمّ ما لبثت أن ابتعدت عنها وصارت شبيهةً بالخط المستخدم في الجاهلية.

أخذ عرب الحجاز الخطّ عن الأنباط خلال رحلاتهم إلى بلاد الشام وتفاعلهم المتواصل مع أهلها وتشاركهم في اللغة والديانات والمعتقدات.

Awni00
كانت الكتابة مُنتشرةً في مكّة التي كانت تتميز بأهميّتها التجارية، وكان اهلها قبل اإنتشار الإسلام يكتبون بالخط المكيّ، ثم أخذ الخط العربي يتطور مع إنتشار الإسلام لتتعدّد أنواع الخطوط المستخدمة في اللغة العربية، الى ان وصل هذا التطور الى وضع النّقاط على الحروف، وظهور التشكيل لسهولة نطق الكلمات، ومن أهمّ الخطوط التي ما زالت مُستخدمةً حتى الآن:

– الخط “الكوفي” وهو من أقدم الخُطوط العربية، ويعود أصله للعرب القاطنين في شمال الجزيرة العربية، واشتُهر في العصر العباسي، حيث أولوه اهتماماً فائقاً وأدخلوا عليه الفنون والزخارف.

– خط “النسخ” ويعدّ خط أحد أشهر الخطوط، وسُمي بهذا الاسم بسبب استخدامه في نسخ الكتب والمراسلات، وازدهر أيضا في العصر العباسي.

– الخط “الديواني” ويُسمى أيضاً بالخط الهمايوني، وابتُكر من قِبل الديوان الهمايوني السلطاني للحكومة العثمانية، وكان يُعدّ من أسرار القصر التي لا يعرفها إلا كاتبها. ولا يَحتمل التشكيل ولا التركيب و انتشر هذا الخطّ في عهد الدولة العثمانية.

– خط “الثُلث” ويعّد من الخطوط الصعبة في الكتابة، وهو أشهر أنواع الخط النسخي، واشتهر في أواخر عهد الدولة الأموية.

– الخط “الأندلسي” هو أحد أنواع الخط الكوفي، ظهر في عَصر بني أمية، ويمتاز باستدارة حروفه بشكل كبير، وميله للتقوس أكثر من الاستقامة.

– الخط “الفارسي” ويعتبر من أجمل الخطوط واكثرها تميّزاً وانفراداً، حروفه رشيقة،

الفارسي

 

لا شك ان الإنجازات العلمية والتكنولوجيا الحديثة، لا يمكن أن تقضي على فنّ راسخ وأصيل مثل الخط العربي، وإن حدّت من إستعماله الى درجة كبيرة.

 

(الأنباء)