هكذا تلقّف الحريري الرسائل السياسية لحزب الله!

يبدو حزب الله مرتاحاً لطريقة أداء الرئيس سعد الحريري السياسية، انعكس ذلك في كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حين إعتبر أن أداء الحريري عقلاني، ولا مانع من حصول لقاء مباشر معه.

تلقف الحريري سريعاً هذه الرسالة، واعتبر أنه يقوم بمهامه كرئيس للحكومة، ومسألة الحوار المباشر يتم البحث فيها حين تنضج ظروفها.

وفّرت هذه الأجواء الإيجابية بين الحزبين الخصمين، إشارات حول إمكانية حصول حوار جديد بينهما، الأمر الذي يعتبره الطرفان محلّ ترحيب. ولكن الحريري قد يكون محرجاً في هذه اللحظة السياسية من الدخول في حوار مباشر مع الحزب، في ظل التصعيد السعودي ضده، والتغريدات التي أطلقها الوزير ثامر السبهان.

إلا أن الحوار غير المباشر والتنسيق مستمر بين الطرفين، كما في الحكومة كذلك خارجها، وهذا ما يظهر من خلال مواقف الحريري، منذ معركة جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع، إلى إعلانه بأنه كان على علم وتنسيق مع رئيس الجمهورية بما يخص الصفقة التي عقدت بين حزب الله وتنظيم داعش، وصولاً إلى تصريحه عن أنه متفاهم مع حزب الله على الحفاظ على الإستقرار على الرغم من الخلاف السياسي.

هذا الكلام، يلاقيه كلام آخر لدى الحزب، بحيث تشير معلومات متابعة لـ”الأنباء” أن الحزب يطلب من مسؤولين ومناصريه بعدم التعرض لشخص الحريري، وعدم التصويب عليه، وحصر الإستهداف والإشتباك السياسي مع تيار المستقبل، وهذا يوضح حرصاً من قبل الحزب على الحريري، قد يكون ذلك لأهداف وأسباب إيجابية، وقد يكون لحشره أكثر مع السعودية التي تعتبر ان الحريري يكثر من تقديم التنازلات، لصالح الحزب.

وتعتبر مصادر قريبة من حزب الله لـ”الأنباء” أن الحكومة باقية على الرغم من كل محاولات التشويش عليها أو الكلام حول إستقالتها، مؤكدة أن الجميع حريص على الحكومة والإستقرار الذي تؤمنه، معتبرة أن الحريري لن يتأثر بالكلام السعودي، ولدى سؤال المصادر عن سبب عدم استطاعة الحريري تحقيق ما تريده السعودية من توازن سياسي في لبنان، بسبب التنازلات التي يقدمها، تشير إلى أن هذا بحث آخر، ولكن الحريري غير قادر على فعل أكثر مما يفعله. وهذا ما سيتكرس خلال زيارته الى موسكو. ولولا أنه رئيس للحكومة، لما زار والتقى رؤساء اميركا وفرنسا وروسيا وغيرها. بالتالي، هو غير قادر على التخلّي عن موقعه، وهو يريد الحفاظ عليه.

أما في شأن التنازلات، فيعتبر الحزب أنها مسار سياسي عام، مع التغيرات التي تحصل في المنطقة، وحين توافق السعودية تحييد الأسد عن النقاش والموافقة الضمنية على بقائه، فهذا يندرج أيضاً في اطار التنازلات. بالتالي، ليس بإمكانها محاسبة الحريري على ما يقوم به.

ربيع سرجون – “الأنباء”