أوقِفوا إستغلال دماء الشهداء

سامر ابو المنى

هل تستخدم دماء العسكريين الشهداء عند البعض سلاحا انتخابيا؟! التراشق الإعلامي الحاصل يوحي بذلك، فرمي الإتهامات يمينا وشمالا حول مسؤولية قتل العسكريين، والردود على الاتهامات، أعطت إنطباعا بأن ما كان يُعتبر من المحرّمات – حرمة الموت – بات واحدا من الأسلحة التي توجه الى الخصوم بهدف تحقيق “انتصارات” سياسية.

ولعل إستغلال بعض الأطراف لقضية استشهاد العسكريين،  حتى من قبل ان تقام مراسم تشييعهم، وفيما عائلاتهم لا تزال تقيم مجالس العزاء، يدل على مدى الدرك الذي وصلت اليه السياسة في لبنان.
مَن مِن هؤلاء المتراشقين بدماء الشهداء بلا خطيئة في هذه القضية الوطنية، ومَن منهم لم يقصّر تجاه هذه المسألة وتجاه أسرهم، في وقت كان الوقوف في خيمة الأهالي في ساحة رياض الصلح لا يعدو عند البعض سوى ظهور إعلامي أمام الكاميرات.
اليوم ومع دخول البلاد مرحلة التحضير لإجراء الانتخابات النيابية، يحتدم السجال السياسي، ويزداد عرض العضلات، وتبدأ محاولات تضليل الرأي العام، وإن كان هذا ليس بجديد في لبنان، إلا أن ما هو مستهجن ومستنكر أن تُستغل دماء الشهداء في البازار الإنتخابي.
كان أجدر بأن تكون هذه القضية، قضية وطنية جامعة، وان تكون مدعاة لمزيد من الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية، وإعطائها الدعم الكافي، وزيادة مناعتها، وتقوية قداراتها، بدل الهبوط الى أسفل مستويات التعاطي مع نُبل وقدسية الإستشهاد.
المطلوب فوراً وقف هذا الإستغلال المشين، وترك أمهات الشهداء وأسرهم يعيشون حزنهم بدون “مواساة سياسية”، وبدون ذرف “دموع التماسيح” من أجل كسب رخيص، وتحقيق “إنتصارات” وهمية على دماء الشرفاء..