ما وراء الشمس!

رواد الصايغ

أنباء الشباب

الحياة بذاتها ملذة وفيها نغوص في الحنين والشوق والحب الذي لا حدود لهُ، فالسعادة لا تتحقق إلا براحة البال وطمأنينة النفس وصحة الجسم وسلامة العقل، لكن السعادة الحقيقة هي التي تخترق الكيان وتتصاعد عالياً لتتعدى حدود الشمس وتخترق منظومتها لتشكل كوكباً فريداً في حياتنا لا يراه إلا العاشق ولا يحسُ بهِ إلا المتيّم ولا يسكن فيه إلا قلبين آمنوا بأن وراء الشمس قوة خارقة وهي الحب.

رباط الحب هو شيئ مقدس يجمع بين قلبين ويجعلهما قلباً واحداً ونبضاً واحداً، فهو ليس شعور بالحنين والإشتياق وتبادل الأفكار بل هو أوسع من ذلك فعندما نحب نعرف قيمة الحياة وعند معرفتها نكون قد ارتقينا بكل شيء وعلى جميع الأصعدة، فهو غاية الغايات فإذ أحبننا زاد انفتاحنا وإرادتنا في البقاء، زادت ثقاقتنا وكثرت نجاحاتنا وتقدمنا، بالإضافة إلى تحقيق الإنجازات في حياتنا لأنه يؤدي إلى السعادة الحقيقية وعندما نتمكن منها نعيش برفاهية ومتعة ونرى ما وراء الشمس حيث لا للحقدِ مكان لا خلاف ونزاع وتعصب ودماء حيث لا يوجد مكان للكراهية والتمييز، وما وراء الشمس لا حروب وقتال ولا مكان لإنسانٍ قلبه أسود كاذبٌ نافق.

ما وراء الشمس لا يسكنها إلا أنقياء النفوس وأصحاب القلوب الذي لا تعرف الكراهية، لا يسكنها إلا من عرف الحب وتغنى بهِ ورقص على لحنه وعزف أنشودتهِ، غاص في بحرهِ وتجلى بأبهى صورهِ.

كذلك لا يقتصر على تبادل المشاعر وتقارب القلوب فقط بل أيضاً يجب أن يبنى على أساس التفاهم ورؤية للحياة، أن يبنى على الإنسجام والوفاق، على ترابط الأفكار .

لنبتعد عن الحب المزيف لأنه يشوه حياتنا فهو ليس نكتة وضحكة ولا أمراً نضيع الوقت فيه ونتسلى بمشاعر الآخرين، كفى مهزلةً وكفى نفاقاً وتدجيل فالحب لا يعرفهُ إلا المخلصون الصادقون أصحاب القلوب الذكية ولا يعرفهُ إلا من آمن بأن ما وراء الشمس قوة عظيمة.

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم رواد الصايغ

رفات الوطن!

#وليد_جنبلاط لا يمثل طائفة!