من صنع “داعش” ومن حماها؟

د. وليد خطار

جميع من اهتم بالقضية الوطنية السورية أضاء بشكل أو بأخر عن الإرتباط الوثيق في الصميم بين “داعش” و”النظام السوري” مثل العلاقة بين الوالد والمولود، العلاقة بين الأصيل والبديل وبين التلميذ والأستاذ!

اذا أردنا مناقشة هذا الموضوع بشكل واقعي نسأل: ماذا قدمت “داعش” للثورة السورية وحركات التغيير العربية وماذا قدمت للنظام؟

لقد ألَّبت الرأي العام الدولي على الثورة السورية وحركات التغيير العربية وبدأت معاركها مع “الجيش الحر” حيث يشهد التاريخ ان التنسيق بينها (اي داعش) وبين قوى النظام كان كاملاً متكاملاً واذا كانت تدمر مثالاً حيّا على ذلك فتدمير آثارها بيد الدواعش وإكمال سرقتها بيد النظام عمل موثق دولياً.

لإحياء الذاكرة نستعرض كيف كانت “داعش” تقوم بمعاركها ضد “الجيش الحر” و”القوى الاسلامية” الوطنية وتسلم  قوى النظام مكانهم ولم تكن هذه المسرحيات تمر على من عرف أين اتجاه البوصلة!

لقد ارتبط اسم هذا التنظيم الذي سيطر قبل ان ينتهي دوره على أكثر من نصف مساحة سوريا والعراق وحكمها بالسادية وسفك الدماء واستقدم عشرات الآلاف من الإسلاميين المجرمين من كافة أنحاء العالم ليقوموا بهذا الدور المناط بهم مثلما استقدم النظام السوري عشرات الآلاف من المجاهدين ليكمل تصوير مسرحيته التي وضع لها عنواناً واحداً؛ “أما انا كنظام ظالم أما هؤلاء هم البديل”.

وبدأ الرأي العام الدولي بالتغيير ضد هذه الثورة المباركة وبدأت المعارك التصويرية المفبركة بين الإخوة الأعداء وذاب الوليد بوالده والتلميذ باستاذه وعشرات الآلاف من أصحاب الذقون الكريهة والتصرفات السادية والشعارات المقرفة ذابوا دون آثار لهم.

داعش1

ذابوا في عباءة أولياؤهم بعد ان نفذوا مهامهم ورفعوا راية دولتهم وقضوا على من أراد حركة تغيير وطنية انتظرتها الشعوب العربية كافة ليسقطوها في غياهب التاريخ ويرفعوا شعارات أخافت العالم حتى أصبح ينظر الى العربي من خلال ذقونهم النتنة وشعاراتهم الفارغة من اَي مضمون حضاري وعبأوا الرأي العام العالمي وتغلب منطق الاستاذ والتلميذ مجتمعين مكملين بعضهم البعض وآخر فصول التمثيلية ما جرى في “فجر الجرود” بعد ان حاصر الجيش التلميذ فجاء الاستاذ بكل وقاحة وأنقذ تلميذه على حساب ثمانية أسرى لجيشنا البطل عادوا الى اهاليهم جثامين مقدسة.

أعرف عدوك يا مواطني ولا تغشك الكلمات الفارغة من مضمونها وأعلم يا مواطني ان عدوك الحقيقي هو من يطرح وطنيا بخلفيات مرتبطة بمشاريع دولية وإقليمية هدفها الأساسي حماية دولة اسرائيل.

(*) عضو مجلس قيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!