رفات الوطن!

رواد الصايغ

أنباء الشباب

إنهمرت دموع الحزن وانكسر قلوب الأهل وتعالت الصيحات على رفاتِ من يمثلون الشرف والتضحية والوفاء.

عاد الأبطال رفات إلى أرض الوطن بعد أن خطفوا منه واستشهدوا فيه دون تحرك فعلي وجدي لدولتنا بعد أن دخلت لحد العار فور سماع نبأ استشهاد العسكريين.

ثلاث سنوات ونيف وهم يتاجرون بقلوب أمهاتهم ويتسلون بعواطف آبائهم ويضحكون علينا جميعاً، كل الوطن ينتظر عودتهم سالمين مترقباً من بعد جميع المقايضات والتبادلات والإتفاقيات والتفاوضات لكن جميعها سقطت في شباط ٢٠١٥ بعد سقوط من هم للشرف عنوان وللتضحية رمزٌ ووفاء.

سقطوا ودولتنا نائمة، وخطفوا وبقيت دولتنا صامتة، وإستشهدوا ودولتنا عاجزة عن معرفة الخبر لوقتنا هذا. ونسأل في أي دولة نعيش؟ من يحمينا؟ هل من يسأل عنا ويدافع عن وجودنا؟ لكنني لست متفاجئاً بما يحدث في وطني الصغير وإذ بقي وطناً.

أهالي العسكريين المخطوفين لدى

ملف العسكريين فتح معهم وختم مثل قلبهم الأسود وهناك ملفات فتحت وبقيت للبحث عن مصدر للسرقة والهدر تراعي مصالحهم، أصبح الفساد مسكنهم والهريان متجرهم واللعب على الوتر الطائفي مقصدهم، من الدولة؟ وما هي مقوماتها؟ وأي سيادة يتغنون بها؟.

وأسفاه، أين أصبحنا وفي اي دولة ومن يترأسها ويمثلنا، أقروا السلسلة لخدمتنا وفي المقابل سرقوا كل شيء من جيوبنا، فرضوا الضرائب من دون دراسة ورقابة، لا كهرباء ولا مياه ولا حتى أدنى الحقوق نتمتع بها، التعليم في أزمة والتجارة فيه يقتل كل شهادة حية وإذ نريد ان نعدد كل مشاكلنا لبقينا سنوات نطالب من دون جدوى لأن أمامنا أصنام لا يحركون ساكناً.

اخيراً، ولأننا في بلد العجائب والغرائب لو أتت نتائج الفحوصات العلمية المتعلقة بالعسكريين غير مطابقة ليولد الأمل من جديد، وإن إثبتت فلهم الرحمة والسلوان لمن هم شرف الوطن وسيادته وعزته ويبقى العار وساماً على صدر الدولة ومن يمثلها، وبالنسبة لنا جميعاً فلا بدَّ أن نثور لأن الثورة بذاتها “تقدمية” نحو حياة أفضل وسلام.

(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم رواد الصايغ

ما وراء الشمس!

#وليد_جنبلاط لا يمثل طائفة!