الموسم جيد وأزمة تصريف البطاطا تصفع  مزارعي البقاع

البقاع الغربي – عارف مغامس

على موعد مع الموسم الجديد أطلت الخيبة برأسها لتصفع مزارعي البطاطا في سهول البقاع الغربي وراشيا، الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام تعثر تصريف انتاجهم عبر البر بسبب الأوضاع الأمنية والعسكرية على المعابر الحدودية السورية، وارتفاع كلفة الشحن البحري وعبر العبارات وما يرافق ذلك من أكلاف  باهظة ترهق المزارعين وتوقعهم في أزمة تضاف إلى ازماتهم المتلاحقة.

IMG-20170818-WA0011

وفي هذا السياق، يقول نقيب مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر إن أزمة تصريف الانتاج أزمة عالمية وعربية ومحلية، فالانتاج هذا الموسم جيد جدا وهناك زيادة 20 في المئة عن المواسم السابقة،والنوعية ممتازة، لكن سوق التصدير ضعيفة، واسواق الخليج غارقة بالبطاطا، في وقت ان تكلفة التصدير البحري عبر الكونتنرات مرتفعة رغم الدعم المحدود للتصدير، وأوضح أن استهلاك السوق المحلية غير مشجعة ولكن الاسعار ضئيلة لا توازي تكلفة الانتاج، حيث تكلفة الدونم تراوح ما بين 800 و900 دولار فيما لا يتجاوز ثمن بيعه 800 دولار، ما اوقعنا بخسائر كبيرة.

ودعا الصقر وزارة الزراعة والحكومة الى رفع نسبة دعم زراعة البطاطا من خمسين ليرة الى ثمانين ليرة ليتسنى لنا منافسة البطاطا المستوردة من دول اخرى في الدول التي نصدر اليها لا سيما في اسواق الخليج. وأمل أن تولي الحكومة القطاع الزراعي الدعم الكبير، خاصة ان آلاف العائلات ترتكز في معيشتها على الزراعة، مؤكدا ان دعم البطاطا او القمح يحمي الدورة الزراعية والاقتصادية لان ثمة تكاملاً بينهما، معتبرا ان مطالب المزارعين محقة، وناشد الحكومة ان تكثف جهودها لدعم الزراعة للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، واملنا ان تستجيب وزارة الزراعة لنداء المزارعين وتأمين الدعم اللازم.

IMG-20170818-WA0012

النقيب الصقر اوضح ان لبنان ينتج اكثر من 900 الف طن فيما سهل البقاع ينتج اكثر من380 الف طن من البطاطا يذهب منها 90 الفا للتصنيع المحلي، وما تبقى للاستهلاك في الاسواق الداخلية والتصدير الخارجي الخجول حيث لا يتجاوز التصدير يوميا أكثر من ألف طن عبر العبارات والكونتينرات.

المزارع نجيب فارس صاحب مشروع زراعي في منطقة لوسي أوضح ان معظم مزارعي البطاطا وقعوا في أزمة تصريف الانتاج بسبب الكساد في الأسواق الخليجية والعربية ومنافسة البطاطا غير المحلية مشيرا إلى أن الأسعار متدنية جدا اذا تبلغ كلفة إنتاج الكيلو 400 ليرة وبيعه 300 ليرة لكن الموسم جيد من حيث الانتاج بالمقارنة مع السنوات السابقة.

وأشار فارس إلى ان السوق المحلية لا تستوعب الانتاج المحلي وهناك مشكلة في التصدير خصوصا ان اسواق الخليج غارقة بالبطاطا والتي تصلها دفعة واحدة نتيجة الشحن البحري، رغم ان نوعية البطاطا ممتازة ونحن نرويها من الابار الارتوازية النقية ونهتم بتوضيبها وحفظها وطريقة تصديرها وجربنا هذا الموسم نوع جديد من البطاطا ونجح في ارضنا.

IMG-20170818-WA0014

نجيب فارس الذي يعتمد في معيشته على الزراعة دعا إلى ان تنظر الحكومة بوضع المزارعين وترفع نسبة دعمها البطاطا وتساعدنا في البحث عن اسواق جديدة خاصة ان معظم المزارعين يرزحون تحت الديون والفوائد المصرفية التي تتراكم موسما بعد موسم. وان الحل بدعم مزارعي البطاطا والتعويض عليهم لان هناك خسائر كبيرة وعلى الدولة حماية مزارعيها موضحا ان سعر العلكة 500 ليرة بينما كيلو البطاطا الذي يطعم عائلة 300 ليرة.

أما المزارع يوسف الصميلي فأعرب عن اسفه ان يبقى المزارع عرضة للهزات الاقتصادية، وهو أول من يدفع الثمن في الازمات السياسية والاقتصادية، واذ نوه بالانتاج الجيد اسف ان تنتكس زراعة البطاطا على عتبة التصدير ويصل المزارع الى هذه الحال من الديون والمستحقات آملا ان تستجيب وزارة الزراعة لنداء المزارعين ومطالبهم وتمنى دعم هذا القطاع وايجاد سبل لتصدير البطاطا اللبنانية.

في موازاة هذه الأزمة التي تتفاقم عاما بعد عام وموسم تلو موسم أشار المهندس الزراعي طوني طعمة إلى أن شركة blue field، قدمت نوعية بذار بطاطا جديدة تم زرعها في البقاع، تملك مواصفات مطابقة للتربة والمناخ وهي لا تحتاج إلى كميات دواء ومقاومة للامراض ومن شأنها أن ترفع مدخول المزارعين وقمنا بحقل تجارب أمام المزارعين في بلدة لوسي على قطعة ارض على أصناف جديدة مستوردة من هولندا بمواصفات عالمية ومتطورة عن الاصناف الموجودة، وذات مردود أعلى بالنسبة للمزارعين.

وأكد أن التجارب ستستمر لتحسين أوضاع المزارعين ورفع مستوى انتاجهم إلى الحد الأقصى لان واجبنا أن نجد الحلول للمشكلات التي تواجه المزارع وإجراء التجارب والاختبارات والعمل على تحسين  الجودة والنوعية والكمية  والسعي إلى تأمين ما يلزم لتسويق  المنتج بشكل افضل.

(الأنباء)