بين العبسي والتلي كاد أن يضيع الوطن!
د. وليد خطار
15 أغسطس 2017
عندما نشاهد سيناريو معركة جرود عرسال، ونتائجها بخروج أبو مالك التلي وعناصره المتبقية وعائلاتهم ومؤيديهم الى أدلب، تحت رعاية نظام دمشق الذي أبدى مصداقية غير معهودة في الحفاظ على اللاجئين وعسكري النصرة”، وأوصلهم الى أدلب بتقنية عالية والتزام كبير. وهم بدورهم أي “النصرة” سلموا أسرى “حزب الله” وجثث شهدائه بطريقة إحترافية ترافقت مع خروجهم من جرود عرسال، هذا السيناريو يذكرنا بمعركة نهر البارد، عندما رسم حوله خط أحمر وعند سقوطه تبين ان الخط الأحمر بقي قائماً حول العبسي وعودته سالماً الى قواعده المعلومة من حيث انطلق.
بين نهر البارد وجرود عرسال أعوام كثيرة مضت على معارك بين المجموعات المتقاتلة في سوريا هذه الثورة التي بدأت سلمية وتحولت بفعل بطش النظام وظلمه بداية مع أطفال درعا وامتداداً وعلى مر هذه السنوات من براميل الموت الى الأسلحة المحرمة الى إستيلاد حركات أصولية كانت العدو الحقيقي لحركة التغيير في سوريا.
لا يمكن أبداً ان يسمح لحركة تغيير ديمقراطي ان ترى النور على طول هذا الوطن العربي وأكبر مثال على ذلك حركتنا الوطنية اللبنانية التي أجهض نظام دمشق تطلعاتها من أجل قيام حكم وطني ديمقراطي في لبنان بتوجيه من السياسة الصهيونية وتنفيذ الحكومة الأميركية المتمثّلة بالسيء الذكر كسينجر وزير خارجيتها في تلك المرحلة.
ان المسلمات القمعية للحركات الشعبية في البلاد العربية تنطلق من نقطة وحيدة هي مصلحة دولة إسرائيل وأمنها وبقائها في دور الشرطي الاميركي في الشرق الأوسط.
اذا استعرضنا جميع الحركات الاسلامية في المنطقة العربية بدون تسمية وبغض النظر عن أصولها فهي تعمل على زيادة التباعد والإنقسام بين أبناء الوطن الواحد ولو بدأنا في لبنان لم ننتهي في سوريا بل الدور مكمل على جميع الدول فيعمم دور التلي والعبسي وتنتهي الأوطان.
(*) عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي