الى محمود درويش في ذكرى غيابه / بقلم أنور ضو

حملتٓ جسدك على صهوة الموت
ومشيت
وتركتٓ خلفك قلماً ينزف
وأمّةً تنزف..
ومضيت
تختزنُ في جرحك كلّٓ أسئلة الرحيل
وتواريخ الرحيل
بين فلسطين الذبيحة
والمنافي المستريحة
والرجوع المستحيل

***
ومضيت..
لم تعد أمسياتُ الشعر تعنيك
أتقول للأعداء: “سجّلْ أنا عربي” ؟!
وخلفك قتلى يصرخون:
سجّل أنا من فتح
سجّل أنا من حماس
سجّل أنا من عبس
سجّل أنا من ذبيان!..
ويغيبُ صوتُك بين أصوات القبائل
وتقاسيم القنابل
والدخان…
وتضمُّ فلسطين بين يديك
وترحل
وتلعنُ هذا الزمنٓ العربيّٓ المسخٓ
وتهجر الميدان !

***
“أحبُّك .. أحبُّك .. والبقيةُ تأتي”
وكيف تأتي البقية
وأنت تركتٓ الحصانٓ وحيداً
وتركتٓ أشلاء قضيه؟!
من أين للبقية أن تأتي
وبين البسوس ويافا
مليونُ سنةٍ ضوئيه
وبين أحمد الزعتر والقدس
ألفُ مليونِ شظيه؟!.
***
أفِقْ يا “مديح الظل”
عالياً ما انفك الحصار
وحنودُ الأعداءِ تمشي
على تاريخنا وهاماتنا
وعلى تيجاننا السكرى
بوهم الانتصار
أفق،؟فالسجنُ ما زال منيعاً
يقضمُ الأحرار
وهذا السجنُ ما زال وسيعاً
يلتفُّ حول هذا الشرق
ولا جدار
أفق، فمن بعدك يحاصر الحصار؟
أفق، فأنت درويشٌ عظيمٌ
ونحن عربانٌ يتامى
ودراويشٌ صغار.

(الأنباء)